مجتمع

درعا: أكثر من 10 آلاف يتيم محرومون من الكفالات.. هل من سبيل لعودتها؟

الكاتب: اسماعيل المسالمة

يعيش أيتام محافظة درعا في أسوأ الظروف المعيشية وأكثرها صعوبةً مع انعدام مصادر الدخل وانقطاع المساعدات عنهم بشكل كامل، في ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة تمر فيها البلاد منذ نحو شهر.

أكثر من 10 آلاف يتيم في عموم محافظة درعا، كانوا يتلقّون مساعدات شبه دورية بنظام الكفالات من جمعيات وهيئات محلية إضافة لمساعدات إغاثية من المنظمات، إلا أن جميع أشكال المساعدات انقطعت منذ نحو عامين بعد سيطرة النظام على المحافظة وتوقف عمل الفرق الميدانية.

ولعلّ أبرز الحلول التي تلجأ لها عائلات ذوي القتلى في ظل الأزمة المعيشية الراهنة، هي تشغيل الأطفال في أعمال متنوعة الجزء الأكبر منها غير ملائم لأعمارهم مثل ورشات الحدادة والنجارة وصيانة السيارات، وهو ما أشار له “أحمد أبازيد” المسؤول السابق في إحدى الهيئات الإغاثية بدرعا.

ويرى أبازيد في حديثه مع مؤسسة نبأ، أن هناك ضرورة مُلحة لإعادة تفعيل كفالات الأيتام إضافة لأطفال المعتقلين والمغيّبين منذ سنوات في سجون النظام، لأنهم الفئة الأضعف في الأزمة المعيشية وعدم قدرة عائلاتهم على تحمّل الأعباء الكبيرة مع ارتفاع الأسعار وعدم توفر فرص العمل للنساء.

ويُضيف: “تواصلنا مع عدة جمعيات ومنظمات ومؤسسات ثورية وأخرى مختصة في المجتمع المدني، في مسعى لإعادة تفعيل جزء من الكفالات على الأقل إلا أننا لم نلقى أي تجاوب من أي جهة والجميع تعذّر بأن الظروف غير ملائمة للعمل من جديد في ظل سيطرة النظام”.

من جهته قال “عدنان محمد” مسؤول إغاثي في إحدى المنظمات التي كانت تُعتى في كفالات الأيتام بدرعا: “في الوضع الحالي من الصعب إعادة تفعيل نظام الكفالات في محافظة درعا لظروف وتغيّرات عدة حالت دون استمرارها أبرزها الوضع الأمني الذي يعرّض حياة أي شخص من الممكن التعاون معه للخطر، فضلاً عن تخوّف بعض الداعمين المتواجدين في دول الخليج العربي من إرسال المبالغ المالية خشية تعرّضهم لمضايقات أو مساءلة قانونية من حكومات دولهم مع تغير مواقفهم الرسمية تجاه القضية السورية”.

وأضاف محمد الذي تحفّظ على ذكر اسم مؤسسته الإغاثية: “من الأسباب التي تحول دون استئناف كفالات الأيتام، هو صعوبة التوثيق حيث يعتمد نظام الكفالات على توثيق النشاطات والتوزيع التي يقوم بها الفريق الميداني للجهات والأشخاص المانحين، الأمر الذي من الممكن أن يؤدي إلى كشف كل شخص يتعاون في هذا العمل”.

وأشار عدنان محمد إلى وصول بعض المناشدات من أمهات الأيتام لتقديم المساعدة نظراً لتفاقم صعوبة الأوضاع المعيشية، حيث يتم بذل جهد لتقديم المساعدة قدر المستطاع، إلا أن التضييق الأمني يجعل من استئناف العمل وتوسيع نطاق المستفيدين أمراً صعباً جداً في الفترة الحالية.

بدوره أوضح “أحمد أبازيد”، أن كفالات الأيتام يجب أن تعود ولو بنطاق ضيق ومن الممكن أن يتم العمل على ذلك من قبل الهيئات والمنظمات المعروفة من خلال حصر عائلات الأيتام الأشد احتياجاً للكفالات والتعاون مع بعض الناشطين بطريقة سرية لتسيير مهام تسليم المبالغ المالية وإجراء توثيق بسيط لا يحتاج إلى الكثير من التعقيد.

وتضطر العشرات من أمهات الأيتام إلى العمل في ظروف صعبة منها تنظيف المنازل والزراعة لسد رمق أطفالهن، مقابل أجور بسيطة لا تتعدّى 4000 ليرة في اليوم الواحد أي ما يعادل 1.5 دولار أمريكي، قد لا تكفي ثمن وجبة غداء واحدة للعائلة.

في حين تشير بعض شهادات السكان التي حصلت عليها نبأ وبعضها من ذوي الأيتام، إلى ارتفاع نسبة الأطفال الذين يتركون المدارس والذهاب إلى سوق العمل، ويقع الاختيار في ذلك عادة على الابن الأكبر الذي قد لا يتجاوز الـ 15 من العمر، ليحلّ محل الأب في مصدر الدخل الوحيد للعائلة.

وحول تفاصيل معيشة عائلات الأيتام قال “عدنان محمد”: “غلاء المعيشة حال دون أن تتمكن العائلة المكونة من أربعة أفراد على الأقل، من العيش بالحدّ الأدنى حتى أن الهم الشاغل لجميع العائلات حالياً هو فقط تأمين الطعام دون غيره من احتياجات رئيسية أخرى وأبرزها اللباس”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى