مجتمع

مع توقف “الكفالات”.. كيف يعيش أيتام درعا في ظل الأزمة المعيشية؟

تراجع المستوى المعيشي أدى إلى انخفاض كمية المساعدات التي يقدمها عادة بعض السكان للأيتام والعائلات الفقيرة

نبأ| أحمد أبو إلياس، عمار الخطيب

“ما في إلنا معيل والله حتى أغراض البيت بعناها حتى نجيب أكل” بهذه العبارة استهلّت “أم حمزة” شهادتها حول ظروف عائلتها في ظل الأزمة المعيشية التي تُخيّم على سوريا، حيث تقضي مع طفليها “يتيمين الأب” أكثر الفترات صعوبة منذ وفاة زوجها قبل نحو ثلاث أعوام ونصف العام.

وتقول أم حمزة لـمؤسسة نبأ: “خلال الأسبوع الأخير بعت بعضا من أثاث منزلي من أجل تأمين بعض المال لشراء الطعام والاحتياجات الأساسية لعائلتي المكوّنة من طفلين “أحدهما في السابعة والآخر في الخامسة من العمر”، ربما ستكفينا لأسبوع أو أسبوعين بعدها لن يتبق شيء ولا أعرف كيف سيكون حالنا حينها”.

وتُضيف: “كفالات الأيتام التي كنا نحصل عليها توقفت قبل نحو عام، حتى المساعدات التي كانت تأتي بين فترة وأخرى من فأعلى الخير انقطعت، ولا يوجد لدينا أي مصدر دخل حاليا والجميع يعرف مدى الضائقة بعد ارتفاع الأسعار الجنوني”.

وإلى جانب العاطلين عن العمل والعمّال ذوي الدخل المحدود وذوي الإعاقات والاحتياجات الخاصة، يُشكّل الأيتام الفئة الأكثر تضرّراً في ظل الأزمة المعيشية غير المسبوقة التي تعصف بالبلاد، والتي دفعت الكثيرين منهم لوصف الحال هذه الأيام” بالعدم”.

واستناداً إلى شهادات سكان في محافظة درعا، فإن تراجع المستوى المعيشي أدى إلى انخفاض حجم المساعدات التي يقدمها عادة بعض السكان للأيتام والعائلات الفقيرة، الأمر الذي يُعد “كارثة” حقيقية لعشرات الأسر المعتمدة بشكل رئيسي على المساعدات الممنوحة لها ولا تمتلك أي مصدر دخل آخر أو معيل من العائلة.

وقال “عبد الله أكراد” مسؤول سابق في إحدى المنظمات بدرعا، إن الكفالات التي كانت ترعى نسبة 90 بالمئة من الأيتام حتى العام 2018، تراجعت بنسبة كبيرة بعد سيطرة النظام على المحافظة قبل نحو عامين، وحتى نهاية العام الفائت انقطعت جميع الكفالات بسبب عدم تمكن الفرق الميدانية من مواصلة عملها في ظل سيطرة النظام.

وأضاف أكراد: “في الوقت الحالي لا يوجد أي جهات معتمدة لكفالات الأيتام في المحافظة، والمنظمات التي كانت تعنى بهذه المسألة وأبرزها (العمري وأيتام الشام ورابطة أهل حوران) ، حدّت بشكل كبير من نشاطها حتى وصل إلى الانقطاع بشكل كامل في معظم المناطق بالمحافظة” .

وحول تفاصيل الوضع المعيشي للعائلات التي يتواجد فيها أطفال أيتام، تحدث عبد الله: “في ظل الأزمة المعيشية الراهنة وارتفاع الأسعار الكثير من العائلات التي لديها معيل، تعيش ظروف صعبة فكيف سيكون الحال عند العائلات التي ليس لديها معيل؟”.

وأشار إلى أن “واقع الأيتام في المحافظة مأساوي وما إذا لم يكن هناك مساعدات طارئة لهم، سوف نشهد خلال الفترة المقبلة عمالة كبيرة للأطفال على حساب التعليم لأنه لن يبقى لهم سوى هذا الخيار، الأمر الذي يشكّل خطراً على مستقبل الأسرة”.

وناشد أكراد، جميع المنظمات التي علّقت عملها في كفالات الأيتام بدرعا، إلى استئناف نشاطاتها بالتعاون مع السكان للحدِّ من تفاقم معاناة عائلات الأيتام، علماً أن النظام ومنذ سيطرته على المحافظة يُهمل هذا الملف ولا يوجد أي منظمات أو هيئات مهتمة في هذا الأمر.

وتشهد معظم المحافظات السورية أزمة معيشية هي الاصعب على الإطلاق منذ عقود، بسبب ارتفاع الأسعار والنقص الحاد في بعض المواد الأساسية في الأسواق المحلية بعد الانهيار التاريخي لليرة السورية مقابل الدولار قبل أيام من دخول قانون العقوبات الأميركية “قيصر”، حيّز التنفيذ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى