التقارير

قمح حوران.. الخسائر في زيادة وتلاعب أمني في عمليات الشراء


محمد الفيصل/ درعا

جمع فلاحو حوران ما نجى من محاصيلهم الزراعية بعد أن أنهكتهم النيران التي لم تنطفئ في بعض القرى والبلدات خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث فضّل غالبية الفلاحين الإسراع في حصاد محاصيلهم خشية نشوب النيران فيها.

واستناداً إلى شهادات مزارعين في درعا، فإن عمليات تلاعب كبيرة تمت في شراء كميات القمح من الفلاحين والتعامل بطريقة غير شرعية مع عدة تجار ضمن المناطق كمورّدين للصوامع في المحافظة بتسهيلات كبيرة من قبل فرع الأمن العسكري بدرعا.

وكشف أحد موظفي صوامع غرز شرق مدينة درعا لـمؤسسة نبأ، أن النظام عمد في البداية لحصر مواقع التوريد التي كانت تتمثل بعدد كبير من مراكز الاستلام التي تنتشر في القرى بمركزين فقط هما “غرز” و”إزرع” مع إلغاء مركز صوامع “اليادودة” ومركز “نوى” بذريعة أنها متضررة بفعل القصف خلال السنوات الماضية، إلا أن السبب الرئيسي لإلغائها هو تحويلها لمواقع عسكرية لقوات النظام.

وأشار المصدر، أن غالبية المورّدين إلى المراكز الحالية هم من التجار، إذ يقومون بتوريد كميات كبيرة من مادة القمح المخلوط وبالتالي تكون غير مطابقة للمواصفات ولا يمكن أخذ العيّنات منها نتيجة كمية الشوائب فيها والتي تفوق 50٪  أحياناً من الكمية المراد إفراغها، وعند رفض خبراء المركز العينات، تتوارد اتصالات أو دوريات فرع الأمن العسكري بدرعا إلى المركز ويتم إجبار موظفي المركز على قبول الكمية وتقديم التسهيلات للتاجر لأي كميات أخرى.

وتابع: “عند الإفراغ تكون الحمولة خليط بين قمح “كسرة” وشوائب وشعير وتراب ولا تطابق المواصفات نهائياً، ويحصل المورد على السعر المحدد (400 ليرة) للكيلو الواحد بالرغم من سوء المادة وعدم مطابقتها أدنى المواصفات وهو ما سيؤثر على الكميات الأخرى المخزنة ضمن الصوامع، بالمقابل يتم رفض بعض العينات من بعض الفلاحين لمجرد وجود كميات قليلة من الشعير ضمن الحمولة.

وقال “أبو تيسير الحمد” وهو مزارع من منطقة حوض اليرموك غرب درعا لـمؤسسة نبأ: “إغلاق مديرية الحبوب لمراكز الريف الغربي، وضع المزارعين في حالة العجز وتفضيلهم بيع محصولهم للتجار الذين يستغلون حاجتهم وبأسعار تكون أقل من السعر المعلن لا سميا أن التوريد لمراكز النظام أصبحت مكلفة بسبب أجور للنقل والانتظار أيام على باب المركز لحين الحصول على دور للدخول، فضلاً عن احتمالية رفض الكمية بأكملها وهو ما يتخوف منه غالبية الفلاحين بالمنطقة.

وكانت حرائق كبيرة تحدث مزارعون أنها مفتعلة، التهمت مئات الدونمات في ريف المحافظة مع تغاضي النظام عن التحقق لمعرفة مسبّبيها في حين لم تستجب كوادر الإطفاء لمعظم النداءات لإخماد الحرائق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى