بعد ثلاثة أيام من اعتقاله.. النظام يسلم جثة معارض سابق عليها آثار تعذيب بدرعا
قضى مقاتل سابق في صفوف المعارضة في درعا، تحت التعذيب في سجون النظام بعد مضي ثلاثة أيام فقط على اعتقاله.
واعتُقل الشاب “محمود الرحيل” من مدينة إنخل شمال درعا، من قبل عناصر فرع أمن الدولة يوم الإثنين الماضي، وأمس الخميس سُلمت جثته لذويه وعليها آثار تعذيب واضحة في أجزاء من جسده.
وأضافت المصادر، أن الرحيل تعرض لتعذيب شديد ما تسبّب بتدهور حالته الصحية، نقل على إثرها إلى مشفى تشرين العسكري في العاصمة دمشق حيث توفي هناك بعد وقت قصير.
وأكدت المصادر، رفض ذوي الرحيل دفن الجثة صباح اليوم، حتى وصول وفد عسكري روسي لمعاينة الجثة، على اعتبار أن ذلك خرقاً لاتفاق التسوية في الجنوب السوري واستمرار للاعتقالات وعمليات التعذيب وقتلهم في السجون.
وأوضحت المصادر، أن “الرحيل” كان أحد مقاتلي المعارضة سابقا في المنطقة، وعقب تسوية وضعه الأمني بسيطرة النظام، انضم لفرع أمن الدولة وكان له خلافات مع بعض الأشخاص المتطوعين في الفرع.
ورغم اتفاق التسوية، تلاحق الأجهزة الأمنية التابعة للنظام عشرات المعارضين السابقين والناشطين، بالإضافة إلى المنشقين عن جيش ومخابرات النظام، قُتل بعضهم تحت التعذيب بعد اعتقالهم رغم تسوية أوضاعهم الأمنية بموجب القرار الصادر عن رئيس النظام قبل نحو عامين.
وأكدت تقارير حقوقية للأمم المتحدة، رصدت تجاوزات النظام بعد أشهر فقط على اتفاق التسوية في درعا، وقالت المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان في الأمم المتحدة “مارتا هيرتاد” في وقت سابق، إن تقارير وثقت اعتقال 380 شخصًا على يد النظام في محافظة درعا بين تموز/ يوليو عام 2018 وحتى آذار/ مارس من العام نفسه.
وفي آب/ أغسطس عام 2018، سيطرت قوات النظام مدعومة من روسيا على محافظتي درعا والقنيطرة، بعد معارك ومفاوضات استمرت قرابة شهر، خضعت خلالها معظم فصائل المعارضة لاتفاق التسوية، وخرج قسم منهم عبر قوافل التهجير إلى الشمال السوري.