بالخرائط.. مواقع إيران وحزب الله شمال درعا| تقرير
ميليشيات إيران وحزب الله، تتخذ من ثكنات الفرقة التاسعة المنتشرة على طول الأوتوستراد الدولي الرابط بين درعا والعاصمة دمشق، مراكز للقيادة والتدريب وإدارة مهام المجموعات القتالية والاستطلاع.
محمد المسالمة، باسل الغزاوي
تكشف مؤسسة نبأ الإعلامية في هذا التقرير، عن معلومات مدعومة بصور الأقمار الصناعية “Google Earth”، حول مجموعة من المواقع العسكرية الحساسة التي تتخذها قوات إيرانية وأخرى لبنانية تابعة لميليشيا حزب الله، مراكز لها بغطاء من الفرقة التاسعة المتمركزة في الريف الشمالي لمحافظة درعا،
وبناء على المعلومات التي جمعتها مؤسسة نبأ من مصادر عدة، فإن ميليشيات إيران وحزب الله، تتخذ من ثكنات الفرقة التاسعة المنتشرة على طول الأوتوستراد الدولي “دمشق – عمان”، مراكز للقيادة والتدريب وإدارة مهام المجموعات القتالية والاستطلاع، والاجتماع مع العسكريين القادمين من إيران ولبنان.
وبحسب ما كشف عنه رائد منشق عن جيش النظام “رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية” لمؤسسة نبأ، فإن المواقع العسكرية التي تتخذ منها ميليشيات إيران وحزب الله مراكز لها، تحيط ببعض المقامات “المزعومة” شمال درعا، والتي تُعتبر ذات أهمية بالنسبة لـ “الشيعة والعلويين والدروز”.
المواقع العسكرية
تل الفرفارة: شمال بلدة جباب بريف درعا الشمالي، 1 كيلو متر إلى الغرب عن الأوتوستراد الدولي “دمشق – عمّان”، يتبع للفرقة التاسعة وتلتصق به مجموعة من الثكنات العسكرية إضافة إلى مستودعات أسلحة وذخائر، تجاوره كتيبة الرادار وفوج المدفعية 89 والكتيبة الفنية التابعة للواء 79 دفاع جوي.
يتميز تل الفرفارة الذي يُعرف أيضاً باسم “تل القائد”، بتحصيناته العسكرية التي عملت على تعزيزها قوات إيرانية قبل نحو عام ونصف، وهي الفترة التي كانت قد تعهدت فيها روسيا بإخراج الميليشيات الإيرانية من جنوب سوريا، حيث أعاد الأخير تمركزه في بعض المواقع ومن بينها تل الفرفارة.
يتواجد داخل التل، ضباط إيرانيين يُشرفون على عمل مجموعات حزب الله في درعا والقنيطرة، ولهم قنوات اتصال لاسلكية خاصة، كما يتواجد فيه ثلاثة مترجمين “عربي – فارسي” يتبعون للميليشيات الإيرانية.
ويتواجد في الموقع في أغلب الأوقات، العقيد “عبد الله الزير” من مدينة حمص، والعقيد “نزار الفندي” والرائد “ربيع الأقرع” من حلب، كما تتكرر زيارة قائد الفرقة التاسعة إلى الموقع بشكل ملفت.
تل المقداد: غرب بلدة محجّة شمال درعا، يقع على الطريق الواصل بين محجة وقرية الفقيع، تتواجد فيه مجموعة صغيرة من ميليشيا حزب الله، تتركز مهامها في مناطق القنيطرة وريف درعا الغربي، يتبعون بشكل مباشر للقوة العسكرية المتواجدة في تل الفرفارة الذي يبعد عنه حوالي 20 كيلو متر.
تل الصغير: جنوب بلدة محجّة، إلى الغرب بحوالي 2 كيلو متر عن الأوتوستراد الدولي “دمشق – عمان”، قرب الطريق الواصل بين محجة وقرية شقرا، تتواجد فيه قوة تابعة لحزب الله اللبناني بحوزتهم أجهزة خاصة في مهام الاستطلاع والرصد.
وشهد تل الصغير قبل نحو شهر، اجتماعاً بين قياديين من حزب الله اللبناني وعسكريين من إيران، دون وجود لأي ضابط من قوات النظام السوري.
ويحتوي تل الصغير على كتيبة دفاع جوي “أرض – جو” طوّرها خبراء من كوريا الشمالية سابقاً، ويُعتبر تلّي المقداد والصغير إضافة إلى تل قسوة شرق بلدة محجة، مراكز نفوذ للميليشيات الإيرانية وحزب الله، ويتم استخدامها في بعض الأحيان للتمركز بشكل مؤقت خشية الاستهداف الإسرائيلي الذي تكثّف مؤخراً على مواقعها الرئيسية.
واتخذت القوات الإيرانية مراكز تدريب في مواقع سرية قرب قرى كريم الشمالي وشعارة والشرائع المحاذية الأوتوستراد الدولي من الجهة الشرقية، وتبعد عن موقع تل الفرفارة حوالي 6 كيلو متر، وهي مخصصة لتدريب العناصر الأجانب الذين تشرف إيران على إرسالهم للقتال في سوريا، وخاصة المقاتلين الأفغان.
كما استحدثت الميليشيات الإيرانية موقعاً جديداً للتدريب، يقع في نهاية اللواء 34 في منطقة اللجاة جنوب شرق بلدة المسمية.
كما تنتشر في المنطقة عدد من المواقع العسكرية التي تتخذ منها ميليشيات إيران وحزب الله، مراكز انتشار وتموضع مؤقت أبرزها تلول الفقيع وغرابة وذبيان بريف درعا الشمالي.
المقامات “المزعومة” التي تحيط بها مواقع إيران وحزب الله
الصحابي حذيفة بن اليمان: يتواجد مقامه في قمة تلة قرب بلدة عالقين شمال درعا، يبعد حوالي 11 كيلو متر عن تل الفرفارة، له رمزية عند “الشيعة والعلوية”.
ويُجاور المقام بلدتي عالقين وبير السبيل، يقطنها عائلات من البدو والطائفة العلوية ولديهم ميليشيات موالية للنظام تنشط في المنطقة.
النبي يوشع بن نون: يتواجد مقامه في تلة شمال بلدة جباب، يبعد عن موقع تل الفرفارة بحوالي 2 كيلو متر إلى الشمال، يُعتبر نقطة عسكرية استُحدثت قبل نحو خمس سنوات.
الصحابي المقداد بن الأسود: يتواجد مقامه في تل المقداد الواقع غرب بلدة محجة شمال درعا، ويُعتبر التل أحد المواقع العسكرية التابعة للنظام ويتواجد فيه عناصر يتبعون لميليشيا حزب الله.
وكانت روسيا تعهدت باتفاق مع كل من إسرائيل والأردن على إبعاد الميليشيات الإيرانية عن حدودهما بمسافة لا تقل عن 100 كيلو متر، ما مكّنها مع النظام من السيطرة على الجنوب السوري بعد خضوع فصائل المعارضة لاتفاق التسوية.
وعلى الرغم من التعهد الروسي، إلا أن ميليشيات إيران أعادت انتشارها في درعا والقنيطرة وزادت من وتيرة تجنيد المقاتلين لصالحها وبناء مراكز تدريب وقواعد صواريخ يُشرف عليها ضباط وعسكريون إيرانيون ولبنانيون.
وسيطرت قوات النظام مدعومة من روسيا على محافظتي درعا والقنيطرة في آب/ أغسطس عام 2018،، بعد معارك ومفاوضات استمرت قرابة شهر، خضعت خلالها معظم فصائل المعارضة لاتفاق التسوية، وخرج قسم منهم عبر قوافل التهجير إلى الشمال السوري.