التقارير

ما وراء تصعيد النظام والتدخل الروسي؟| تقرير

بحسب الوقائع على الميدان، لا يمكن الجزم بأن ملف المنطقة الغربية بدرعا قد حُسم


باسل غزاوي، عمار الخطيب/ درعا

ترتسم على نتائج الاجتماع الذي ضم وفد من اللجنة المركزية في محافظة درعا جنوب سوريا، مع قائد القوات الروسية في الجنوب، العديد من التساؤلات حول مصير المنطقة والمجموعات التي لم تنضم للنظام أو روسيا، وما إذا كان هناك مطالب قدمها الروس مقابل وقف الهجوم المرتقب.

وعلى الرغم من أنه لا ملامح واضحة للاتفاق الذي أُبرم أمس في اجتماع مدينة إزرع شمال درعا، إلا أنه بحسب الوقائع على الميدان، لا يمكن الجزم بأن ملف المنطقة الغربية بدرعا قد حُسم، خصوصاً أن لروسيا والنظام وأيضاً ميليشيات إيران، أهداف مختلفة تجتمع في إنهاء وجود أي قوة غير منضوية تحتها.

اختيار الفرقة الرابعة “المقربة من إيران” كقوة رئيسية للتوغل في المنطقة الغربية، وتدخل روسيا بالدور المتكرر “المنقذ”، والدخول في مفاوضات شكلية لا أكثر، تكون خياراً إجبارياً عن الهجوم، والتي قد تفضي إلى انخراط المجموعات المقاتلة في صفوف النظام أو ضمن الميليشيات التي تدعمها روسيا، وتهجير غير الراغبين بذلك إلى الشمال السوري، في سيناريو متكرر بدرعا وغيرها من المحافظات السورية.

القيادي السابق في ألوية الفرقان المعارضة “محمد الخطيب” قال لمؤسسة نبأ، إن إيران والميليشيات الموالية لها، تسعى لخلق وجود لها على كامل الشريط الحدودي مع الجولان المحتل وبعمق يُقدّر بحوالي 40 كيلو متر، بما يشمل معظم مناطق ريف درعا الغربي التي تهدف قوات النظام للسيطرة عليها واقعياً في الوقت الحالي.

وأضاف الخطيب، أن ما يجري في جنوب سوريا، هو مشروع إيران يبدأ من مناطق ريف دمشق الجنوبي الغربي حيث تعمل فيها الميليشيات على زيادة تحصين مواقعها واستحداث أخرى باتجاه الغرب، وصولاً إلى ريف درعا الغربي.

وتخوّف القيادي، من هجوم مباغت للنظام على مناطق ريف درعا، وترك المجال من قبل روسيا لاستنزاف المجموعات المقاتلة فيها والتضييق عليهم، ومن ثم تتدخل وتفرض شروطها في مفاوضات “بالاسم”، مثل تسليم السلاح والتهجير وإجراء تسويات جديدة.

وأوضح، “الوسيلة الوحيدة لتفادي الحرب وتكرار سيناريو التهجير والمفاوضات، هو رفع مستوى التحدي للضغط على روسيا، من خلال إظهار التكاتف على مستوى المنطقة وليس ترك المنطقة الغربية تواجه المصير ذاته”.

بدوره، صرّح الدكتور “عبد الحكيم المصري” وزير المالية والاقتصاد في الحكومة السورية المؤقتة لمؤسسة نبأ، أن النظام دائماً يبحث عن مبرر لشن هجماته العسكرية بدعم من حليفه الإيراني الذي يُشاطره في المشروع بفرض النفوذ والسيطرة على كامل المنطقة الغربية.

وأضاف المصري، أن النظام يتذرّع بأنه يسعى لإعادة “الأمن والاستقرار” للمنطقة، متناسياً جميع عمليات الاغتيال والخطف والاعتقالات التي تحدث بشكل شبه يومي في مناطق سيطرته.

وحول الدور الروسي، لفت الدكتور المصري، إلى أن روسيا تمارس دور الضامن لاتفاق الجنوب منذ عامين، لكن على ما يبدو أنها تدعم النظام ، في إنهاء وجود أي مجموعة مقاتلة غير منضوية تحت الأفرع الأمنية أو الفيلق الخامس، ولا يمكن التعويل على الاتفاقيات لأنها كانت ولا زالت عبارة عن وسيلة تستخدمها روسيا لقضم مناطق جديدة كما حصل في درعا قبل عامين وشمال سوريا مؤخراً.

وعلى الرغم من إعلان اللجنة المركزية في درعا، عن التوصل لتهدئة وملامح اتفاق مع روسيا باجتماع أمس، إلا أنه لم تُحسم مسألة التعزيزات العسكرية التي وصلت إلى درعا خلال الأيام الأخيرة، حيث برّر الضابط الروسي وجود هذه القوات “لأسباب عسكرية أخرى لا تتعلق بالهجوم على المنطقة”، على حدِّ زعمه.

وكانت اللجنة المركزية في درعا، رفضت في وقت سابق، طلب النظام بنشر حواجز عسكرية داخل مدينة طفس وبلدتي المزيريب واليادودة المجاورتين، كما طالب النظام بتسليم قيادي معارض سابق و14 آخرين متهمين بالهجوم على نقطة للشرطة وقتل عناصرها.

واستقدم النظام منذ أيام، تعزيزات عسكرية من عشرات العناصر وعتاد ثقيل من الفرقتين الرابعة والتاسعة، توزّعت على عدد من المواقع في مدينة درعا وريفها الغربي، استعداداً لهجوم عسكري مُحتمل على مناطق بريف درعا الغربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى