التقارير

موسكو تقصف والنظام يحشد.. هل انتهت إتفاقات شمال غرب سوريا؟| تقرير

مؤسسة نبأ الإعلامية/ إدلب

شنت طائرات حربية روسية اليوم الإثنين غارات جوية استهدف قرى وبلدات ريف إدلب الجنوبي بالإضافة إلى مواقع في سهل الغاب بريف حماه، في تصعيد هو الأخطر منذ توقيع اتفاق التهدئة بين موسكو وأنقرة في آذار/ مارس الماضي، وتعتبر هذه الهجمات الثانية من نوعها خلال الأسابيع القليلة الماضية، الأمر الذي يمكن أن يدفع باتجاه مواجهة شاملة في المنطقة بين فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا ومليشيات النظام السوري بإسناد روسي من جهة أخرى.

المعطيات الميدانية والسياسية تشير إلى إمكانية انفجار الصراع في مناطق خفض التصعيد شمال غرب سوريا من جديد، لا سيما في ضوء الحشود العسكرية المتواصلة على خطوط التماس وتواصل عمليات القصف المدفعي والاشتباكات -المحدودة حتى الآن-  بين فصائل المعارضة وقوات النظام السوري من جهة أخرى، ما يؤشر إلى رغبة الطرفين في تغيير حدود مناطق النفوذ خاصةً في ضوء المتغيرات السياسية في الشرق الأوسط والاتفاقات الهشة بين الضامنين الروسي والتركي بفعل المصالح المتضاربة للطرفين.

التوتر العسكري “المحدود” أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أتراك وجرح آخرين في عمليات تفجير أو بالقصف المدفعي الذي استهدف القوات التركية شمال سوريا خلال الأسبوعين الماضيين وفق ما أعلنته وزارة الدفاع التركية، فيما أفادت وسائل إعلام موالية للنظام السوري اليوم عن اندلاع اشتباكات عنيفة بين مليشيات الأخير وفصائل المعارضة على أكثر من محور في سهل الغاب بريف حماه وسط البلاد.

من جهةٍ أخرى كانت تركيا أدخلت خلال الآونة الأخيرة تعزيزات عسكرية ضخمة  ضمت منظومات دفاع جوي إلى نقاطها المنتشرة في محافظة إدلب وريف حماه وسط البلاد بالإضافة إلى مناطق شرق الفرات، وتحدثت بعض التقديرات أن أنقرة أدخلت إلى سوريا ما لا يقل عن أربعة ألاف عربة وآلية عسكرية، بينما بلغ عدد جنودها نحو عشرة آلاف جندي حسب صحيفة الشرق الأوسط.

بدورها تحدثت موسكو صراحة عن احتمال عودة الصراع على لسان سفيرها في دمشق الذي صرح في نهاية أيار/ مايو الماضي بأنه لا يمكن السماح بأن تبقى إدلب ملجاً للإرهابيين ويجب إعادتها إلى “الحكومة السورية”، في حين أشار تقرير على وكالة انترفاكس أمس الأحد إلى أن أنقرة ترغب في تثبيت مناطق نفوذها في سوريا مزهوة بالتقدم الذي أحرزه حلفاؤها في ليبيا خلال الأسابيع الماضية، معتبرًا أن النظام السوري لن يستطيع التصدي لأي عملية عسكرية محتملة تشنها فصائل المعارضة المدعومة من تركيا دون دعم وإسناد روسيا.

سيناريوهات التهدئة والصراع في شمال غرب سوريا تبقى معلقة على احتمالات التفاهم بين اللاعبين الفاعلين في الملف السوري وعلى رأسهم أنقرة/ موسكو وواشنطن، دون أي دور أو موقف لما تبقى من أجسام المعارضة وهو ربما ما سيزيد من التداعيات الكارثية على منطقة تضم أكثر من ثلاثة ملايين إنسان بينهم نحو مليون شخصًا ممن نزحوا داخليًا بفعل العمليات العسكرية للنظام وحلفائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى