التجنيد في درعا: هل ينجح النظام في مساعيه باستقطاب معارضيه؟
ضباط في الفرقة الرابعة أطلقوا وعود في ريف درعا الغربي، بتسوية وضع المتطوعين وحصر أماكن خدمتهم في المنطقة الجنوبية
باسل الغزاوي/ درعا
تشير المعلومات من محافظة درعا، إلى زيادة ملحوظة في الدعوات لتجنيد المقاتلين من أبناء المحافظة في صفوف قوات النظام، بعقود مؤقتة وأخرى كخدمة إلزامية في معسكرات ضمن المنطقة الجنوبية.
تركّز الدعوات التي بدأ يصل صداها في مناطق عدة بريف درعا الغربي، على المقاتلين السابقين في صفوف المعارضة، وممن لم يلتزم باتفاق التسوية المبرم مع روسيا عام 2018، في مسعى من النظام لإنهاء تواجد المجموعات المقاتلة التي لا تزال خارج نطاق تشكيلاته العسكرية.
البداية كانت منذ بدء وصول التعزيزات العسكرية من الفرقة الرابعة التابعة للنظام إلى محافظة درعا قبل نحو شهر، حيث عُقدت اجتماعات عدة مع ضباط الفرقة الرابعة وعلى رأسهم اللواء “علي محمود” الذي قال حينها: “يجب أن يتم إنهاء تواجد المقاتلين في المنطقة من خلال تطويعهم في الفرقة الرابعة أو الفيلق الخامس أو يتم سوقهم للخدمة العسكرية الإلزامية”.
وتكرر الحديث حول عمليات التجنيد مع زيارة العميد في الفرقة الرابعة “غياث دلة” إلى مركز عناصر التسويات في معسكر زيزون بريف درعا الغربي، حيث أكد على أن: “النظام يرفض وجود أي مقاتلي خارج تشكيلاته، وبذلك يجب توسيع نطاق التطويع ليشمل معظم المناطق في درعا”.
وكشفت مصادر محلية لـمؤسسة نبأ، عن دعوات لتجنيد مقاتلين في صفوف الفرقة الرابعة في مناطق عدة بدرعا من بينها بلدتي المزيريب واليادودة، بعقود تتراوح مدتها بين شهر وشهر ونصف، مع إمكانية تمديدها لمدة غير محدودة، ويُمنح العنصر بطاقة شخصية مع تسوية وضعه الأمني وإن كان مطلوباً للخدمة العسكرية.
وحصلت مؤسسة نبأ على معلومات متطابقة من مصادر عدة، بأن ضباط في الفرقة الرابعة أطلقوا وعود في ريف درعا الغربي، بتسوية وضع المتطوعين وحصر أماكن خدمتهم في المنطقة الجنوبية “درعا – السويداء – القنيطرة” من خلال الفيلق الأول الذي تنتشر تشكيلاته في المنطقة.
ووفقاً للمعلومات الخاصة، فإن عمليات التجنيد قد تتوسع لتشمل كامل محافظة درعا، تحت إشراف قائد الفيلق الأول اللواء “علي أسعد”، حيث سيتم حصر خدمتهم في المنطقة الجنوبية، على غرار عملية تجنيد أبناء محافظة السويداء في الفرقة 15 ضمن المنطقة الجنوبية.
كما تجري عمليات تطويع لمقاتلين من درعا بأعداد قليلة ضمن الفيلق الخامس المرتبط بقيادته مع روسيا، بعقود مؤقتة وراتب شهري يعادل 200 دولار أمريكي.
ويستمر النظام في نشر قواته بريف درعا الغربي، وتضييق الخناق على المناطق التي يسيطر عليها بشكل مطلق وأبرزها طفس والمزيريب واليادودة وجلين والقرى المحيطة.