التقارير

ناشطو السويداء: المظاهرات مستمرة حتى رحيل “بشار الأسد” (تقرير)

موسى الأحمد/ السويداء

أعاد الحراك الشعبي ضد نظام الأسد في عدد من المدن السورية وعلى رأسها السويداء طرح العديد من الأسئلة حول ما يمكن أن تصل إليه هذه الموجة من “الغضب”، إلى جانب إمكانية توسعها وانخراط مناطق جديدة خاصةً في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية، لا سيما وأنها المرة الأولى التي تُرفع فيها شعارات إسقاط النظام داخل المحافظة منذ اندلاع الثورة السورية قبل نحو تسع سنوات.

الناشطة نورا الباشا المقيمة في السويداء اعتبرت أن الحراك الحالي يتجاوز مسألة النقمة الشعبية على الأوضاع المعيشية، وأضافت في حديثها لنبأ “ما يحدث في السويداء ليس ثورة جياع، بل هو امتداد لثورة آذار 2011، هذه ثورة شعبية بكل معنى الكلمة ومعظم المشاركين في المظاهرات هم من فئة الشباب الرافضين للخدمة العسكرية في جيش النظام، والباحثين عن كرامتهم داخل الوطن بعد أن ضاقت بهم كل السبل، ولذلك أفضل توصيف للحراك المتواصل في السويداء أنه جاء من صميم الألم السوري”.

من جانبه شدد المحلل السياسي بسام القوتلي في حديثه لنبأ على أن حراك السويداء يمكن قراءته في نقطتين أساسيتين: “الأولى أن الأسد لم ينتصر والثورة لم تنته رغم كل مشابها وكل ما تلقّته من ضربات، والثانية أن هذا الحراك يعيد الثورة إلى فترتها الذهبية الأولى من الحراك السلمي المدني والذي لن يستطيع النظام وحلفائه اتهامه بالتظرف والإرهاب”.

اعتمد النظام لمواجهة مظاهرات السويداء ذات الأساليب القديمة المرتكزة على العنف والقمع، واعتقلت أجهزته الأمنية عددًا من المشاركين في الحراك الشعبي وبدأت باستخدام هذه المسألة كورقة ضغط لإيقاف المظاهرات مقابل وعود بإطلاق سراحهم شرط أنهاء التحركات الشعبية المناوئة للأسد داخل المحافظة بشكل كامل.

في هذا السياق قال القوتلي: “تحاول منظومة الحكم استخدام المعتقلين كرهائن لإنهاء الحراك، لكن أسباب الانفجار أكبر بكثير من قدرة النظام الذي قد ينجح في احتواء الغضب الشعبي لفترات قصيرة، وبالتالي الحراك سيستمر ربما لن ينجح في تحقيق سقف مطالبه لكنها سيساهم بشكل كبير في الضغط على منظومة الحكم وداعميها مما قد يدفعهم للتخلي عن جزء من المنظومة الحالية بسبب استحالة إعادة تأهيلها”.

في حين أوضحت الباشا أن النظام يحاول الضغط من خلال ورقة المعتقلين لإرهاب المجتمع داخل السويداء وإيقاف الحراك، لافتةً إلى: “الأجهزة الأمنية للنظام اعتقلت منذ مطلع حزيران الجاري 12 شخصًا على خلفية المظاهرات الشعبية”، مشيرة إلى أن المحافظة شهدت مفاوضات بين وجهاء من السويداء وممثلين عن نظام الأسد دون أي مشاركة من القائمين على الحراك المدني، وفشلت حتى اللحظة في إطلاق سراح من تم اعتقالهم.

ملف المعتقلين من محافظة السويداء قديم ولا يرتبط بالحراك الأخير، إذ يشير تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان الصادر قبل أيام أن عدد المعتقلين والمختفين قسريًا من محافظة السويداء داخل مراكز الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية التابعة للنظام السوري بلغ 2172 شخصًا.

هذه المعطيات جعلت بعض وجهات النظر ترى بأن النظام السوري سينجح في الالتفاف على المظاهرات في السويداء ومحاولة احتوائها عن طريق المماطلة في المفاوضات على مصير المعتقلين من أبناء المحافظة.

إلا أن الباشا رفضت هذا التوصيف بالمطلق، وشددت على أن سقف المطالب للمظاهرات الشعبية المتواصلة في السويداء هو: “إسقاط النظام السوري ورحيل رأسه بشار الأسد بالإضافة لخروج إيران وروسيا من سوريا”، مضيفةً: “معلوماتي من القائمين على الحراك بأن المظاهرات ستستمر ولن تهدأ حتى تحقيق كامل المطالب” على حد تعبيرها.

أما عن احتمال اتساع رقعة التظاهرات في المحافظة قالت الباشا: “هذه المسألة مرتبطة بالتطورات الميدانية، وأعتقد أن تعنت النظام ورفضه الإفراج عن المعتقلين سيساهم في تأجيج الغضب الشعبي وانخراط شرائح أوسع من أبناء المحافظة في الحراك”، موضحةً “إطلاق سراح المعتقلين لن يوقف الحراك الشعبي، النظام يحاول كسر عظم أبناء السويداء من خلال المعتقلين ولكنه خلق ردة فعل معاكسة في الشارع زادت من الغضب الشعبي وبالتالي بات توقف المظاهرات غير ممكن حاليًا”.

بدوره يرى القوتلي أن احتمالات اتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية وامتدادها إلى محافظات أخرى أمر ممكن، منوهًا إلى: “محافظات الساحل السوري مؤهلة للدخول في حركة الاحتجاجات ولكن سقف مطالبها سيكون ضمن القضايا المعيشية الحياتية ولن يصل على الأرجح إلى إسقاط النظام، بالإضافة إلى التحركات المتصاعدة في محافظة درعا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى