وجوه متشابهة.. عائلات قيصر تكافح للتعرف على أبنائها
محمود أبو الرز/ نبأ
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام السابقة بقصص مؤلمة للعائلات التي تعرفت على وجوه أبنائها في الصور التي سربها الضابط السوري المنشق “قيصر”، والتي وثقت جثث ١١ ألف معتقل في سجون النظام، إلا أن فرصة تعرف العائلات على أبنائهم من الضحايا تتضاءل مع تغير ملامح الوجه، جراء عمليات التعذيب والتجويع، والإهمال الصحي.
تعيش هذه العائلات في انقسام بالرأي بين أفرادها، بين من يؤكد أن من في الصورة هو ابنهم المعتقل، وبين من ينفي أنه هو. فممارسات التعذيب التي ينتهجها النظام في معتقلاته من صعق بالكهرباء وفقئ العيون وتشويه وحرمان من الطعام والشراب، كفيلة بتغيير ملامح الوجه والجسد.
“فاطمة” التي فقدت والدها في دمشق – البرامكة بتاريخ كانون الأول 2012 قالت لنبأ: “بعدما أُعيد تداول صور “قيصر” على مواقع التواصل الاجتماعي، قررنا مترددين البحث عن صورة والدنا بين هذه الصور، وبعد البحث في مئات الصور توقفنا عند صورة رجل تغيرت ملامح وجهه من التعذيب، والجوع والعطش وبالكاد استطعنا التعرف عليه، لكن بعض أفراد العائلة لم يستطيعوا ذلك، ورفضوا التصديق أن هذه الصورة تعود لوالدنا.
وأضافت: “في البداية كان مصير والدي مجهول، لكن بعد سنوات من البحث علمنا أنه اعتُقل من قبل الفرع “٢٣٥”، وأُحيل إلى محكمة “صلح الجزاء الثالثة” بعد اعتقاله ببضعة أيام، حيث كانت هذه آخر المعلومات التي وردتنا عنه.
هذا الجدل على هوية المعتقلين، تخطى حدود العائلات، فالصور التي تداولها ناشطون لمؤسس لواء “الضباط الأحرار” حسين الهرموش، والكاتب الدرامي عدنان الزراعي المعتقلان لدى النظام، أثارت الجدل ذاته، ورأى الكثيرون أن هذه الصور المنتشرة ضمن صور “قيصر” تعود إلى “الهرموش” و”الزراعي” في الوقت الذي نفت عائلتهما ذلك.
وماتزال الكثير من العائلات تبحث عن طريقة علمية أو برنامج معلوماتي، ليتمكنوا من تأكيد نسب الصور المتداولة لذويهم المفقودين، في حين لجأت عائلات أخرى إلى طلب رأي رواد مواقع التواصل الاجتماعي للجزم في هوية صاحب الصورة في حالة الشك أو التشابه.
في حين تحاول بعض المنظمات والمؤسسات، تقديم المساعدة للعائلات التي يصعب عليها التعرف على ذويها والبحث عنهم بين ما يقارب ٦٠٠٠ صورة من الصور المسربة.
وأوضحت رابطة “عائلات قيصر” أنها تقوم حاليا بجمع المعلومات حول الضحايا، وسوف تبدأ عمليات التحقق وتدقيق المعلومات في المرحلة التالية.