مجتمع

“تاريخ حوران السياسي”.. كتاب راصد لتاريخ حوران رجالاتها وتحولاتها

علي مصاروة/ نبأ

صهيب مقداد كاتب سوري من مواليد محافظة درعا ويقيم في المملكة الأردنية، مهتم بالبحث والكتابة حول تاريخ حوران، وله العديد من المقالات والتقارير في الصحف والمدونات العربية حول المنطقة وأحداثها التاريخية، بمناسبة صدور كتابه الأول “تاريخ حوران السياسي” جاء هذا الحوار

بداية لنسأل عن سبب تركيزك الكبير في مجمل كتاباتك على منطقة حوران، وشغفك الظاهر في تناول أحداثها، ماذا تعني لك الكتابة عن حوران وتاريخها؟

حوران هي أرضي التي ولدت فيها وأرض أجدادي التي هاجروا إليها من سنين، وكوني من مُحبين التاريخ والمُهتمين بالكتابة في هذا المجال، وجدت أن من واجبي الكتابة عن منطقتي ومسقط رأسي في المقام الأول، وما شدني أكثر للكتابة عن حوران، هو قلة الكُتب التي وجدتها عن حوران وتاريخها وندرة الكتابة حول هذه المنطقة، ولعل الشعور الأكبر في داخلي أن هذا واجبي تجاه بلدي أن أدوّن ما استطعت تدوينه وأوثّق ما طالته يداي عن حوران.

في ظل ما تشهده حوران في السنوات الأخيرة، وعلى نحو شخصي، هل شكّل حاضر حوران الذي تعاصره كصهيب دافعاً إضافياً لديك للكتابة عن ماضيها؟

نعم، وخاصة أنني لا أنوي التوقف عند هذا الكتاب، فهو الأول وليس الأخير، إن شاء الله، ولعلي أكمل مسيرتي يومًا كاتبًا عن حاضرنا الذي سيغدو تاريخًا مع مرور السنين، والتأريخ والتوثيق لما يحدث في حوران من قبل أبنائها أمر لا بد منه، فإن أهل حوران أدرى بشعابها

ما هي الحقبات الزمنية التي مررت عليها في هذا الكتاب؟

ينقسم الكتاب في داخله إلى ثلاث فترات زمنية أساسية وهي: أواخر حكم الدولة العثمانية وتسلط حكومة الاتحاد والترقي على العرب وأهل حوران، وأحداث الثورة العربية الكبرى في حوران وما جرى فيها من معارك، وفترة الانتداب الفرنسي على سوريا وما أفرزته خسارة معركة ميسلون من دخول الاحتلال إلى حوران وبدء الحوارنة ثورتهم لتخليص البلاد من المحتل.

هل تعتقد أن هناك جوانب غامضة وتفاصيل مغفلة خلال هذه الحقبات الزمنية بتاريخ حوران، استطعت الإضاءة عليها من خلال هذا الكتاب؟ وما أبرزها؟

نعم، كُنت من المؤيدين للرأي القائل أن حوران قد ظلمت في تاريخها ولم تنل حقها ولم ينل رجالاتها الذكر الذي يستحقون، وبعد البحث في تاريخ حوران أصبح هذا الاعتقاد قطعي اليقين لدي، ولا أدعي أنني استطعت الإضاءة على كامل ما أغفلته كتب التاريخ من أحداث ومعارك حوران، ومع ذلك قد دونت بعض الذي لم يدون، كالسيرة الذاتية للشيخ محمد أبو رومية السعدي والد الشيخ يوسف ابو رومية، والإشارة إلى أن تحرير دمشق من الأتراك عام 1918 لم يكن ليتم لولا أهل حوران ورجالها، وإن حوران كانت آخر بلد يطأها الاحتلال وأوّل بلد خرج منها.

ما الرسالة التي تريد للقارئ أن يتلقاها بعد قراءة هذا الكتاب؟

كما ذكرت سابقاً أن الصورة النمطية السائدة لدى البعض أن لا ثورة في زمن الفرنسيين إلا في جبل العرب هي صورة خاطئة، وأن تحرير دمشق في عام 1918 لم يتم دونًا عن أهل حوران، وإن حوران كانت من المساهمين في تشكيل التاريخ المعاصر للدولة السورية، وما تعرضت له منطقتنا من تهميش في تاريخها يجب ألا يتكرر.

مهتم بتاريخ حوران وشغف بمسارها السياسي، هل حمل ما كتبه صهيب عن ماضي حوران رسالة لسياسيي حوران المعاصرين على ضوء التجربة التاريخية للمنطقة؟

إن في قراءة التاريخ اطلاع على تجارب الأجداد، والاستفادة مما حدث سابقًا هو درس للعقلاء كي لا يعيد الزمان نفسه، فستجد بين طيات الكتاب كيف أن الاحتلال الفرنسي وقائدهم غورو لم يوفِ بوعوده التي كان يُصرح بها لقادة حوران وعلى رأسهم الشيخ اسماعيل الحريري، ففي التاريخ عِبرة وعظة.

ذكرت أنك تعتزم الاستمرار في الكتابة، وترغب بتسليط الضوء على حاضر حوران.. هل تقوم بأي أنشطة لجمع وتوثيق ما تشهده حوران في الوقت الراهن؟

لا أقوم بأي نشاط يتعلق بالوضع الراهن، وما زلت أظن أنني قد اتطرق في كتابي القادم إلى شيء جديد من تاريخ حوران، بما يتعلق برجالاتها ومنعطفاتها التاريخية المهمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى