“الخيار العسكري وسيلة”.. هل خدع النظام لجان التفاوض في درعا؟| تقرير
نبأ| أحمد أبو إلياس، اسماعيل المسالمة
يلوّح النظام بالخيار العسكري في كل عملية تفاوض جديدة مع اللجان المنبثقة عن اتفاق التسوية بدرعا، خيار يراه مراقبون وسيلة لا أكثر لفرض شروطه في سيناريو بات مكرراً في عدد من المناطق في المحافظة.
استقدام التعزيزات العسكرية ونشر الدبابات في المحيط هي خطوات تسبق كل عملية تفاوض يُريد منها النظام إنهاء وجود المجموعات المقاتلة غير المنضمة له في المنطقة، رسالة تحسم الخيارات أمام المفاوضين فإما الرضوخ أو المواجهة العسكرية.
المحلل العسكري أسعد الزعبي، يرى أن ما يقوم به النظام في درعا هو “استعراض” للقوة لا أكثر، في حين أنه لا يملك القرار وليس له القدرة على فعل شيء. مشيراً إلى أن هناك “جهة دولية تمسك زمام الأمور وتتحرك كيف تشاء ومتى تشاء”.
وأضاف الزعبي لـنبأ: “النظام لو كان يملك القدرة العسكرية على الاقتحام لن ينتظر وبالمثل لو كان يملك القدرة السياسية على التغيير وحسم الموقف ما توقف عن ذلك”.
تحركات النظام الأخيرة كانت في مدينة جاسم (شمال) التي استقدم إلى محيطها تعزيزات عسكرية ما أثار مخاوف السكان من احتمالية شن هجوم على المدينة، الأمر الذي استدعى عقد مفاوضات مع اللجان المحلية والخروج باتفاق لم يُعلن عن بنوده كاملة حتى اليوم.
ويقول المحل السياسي إبراهيم الجباوي لـنبأ، إن النظام “يُخادع” الجميع بمن فيهم روسيا ويسعى دائماً إلى بسط سيطرته على جميع المناطق في المحافظة إلا أنه “يصطدم بالجدار الروسي الذي يُعتبر ضامن في اتفاق التسوية وبذلك يمنع دخول النظام والميليشيات الأجنبية إلى بعض المناطق”، على حدِّ قوله.
واعتبر الجباوي أن بإمكان لجان التفاوض تحجيم تمدد النظام وانتشاره طالما أن روسيا صاحبة “القول الفصل” في درعا ومعظم المناطق السورية، وهو ما حصل في مدينة جاسم مؤخراً بالتراجع عن الهجوم.
عملية التفاوض في جاسم سبقها اتفاق الريف الغربي قبل أشهر معدودة والذي نصّ على نشر حواجز عسكرية للفرقة الرابعة التابعة للنظام في معظم قرى وبلدات المناطق وصولاً إلى الحدود مع الأردن والجولان المحتل.
وجاء اتفاق الريف الغربي الذي دعا له الوفد الروسي وأشرف عليه ضباط من النظام أبرزهم اللواء علي محمود واللواء حسام لوقا، بعد التلويح بالخيار العسكري وتهديد الفرقة الرابعة بالسيطرة على المنطقة بالقوة.
ويقول المقدم المنشق نجم أبو المجد، لـنبأ: “ما يحدث في منطقة الجيدور شمال درعا حصل من قبل بالريف الغربي عندما نُشرت عشرات الحواجز العسكرية وانضم عدد كبير من أبناء المنطقة للفرقة الرابعة وسط عجز لجان التفاوض عن إيقاف ذلك”.
وأشار إلى أن النظام يضرب بعرض الحائط كل بنود اتفاق التسوية ويسعى إلى بسط سيطرته وإرضاخ الجميع لسلطته من خلال التهديد والتلويح بالعمل العسكري. وتابع المقدم نجم: ” النظام أضاع المفاوضين ويمكن القول إنه خدعهم أو حتى نجح في شراء بعضهم”.
ومنذ مطلع العام الجاري اتجه النظام إلى حسم السيطرة في العديد من المناطق التي كانت تتواجد فيها مجموعات مقاتلة أبرزها مدينة الصنمين (شمال) التي شهدت هجوم عسكري انتهى بتهجير المقاتلين إلى شمال سوريا، ومناطق غرب درعا التي خضعت لاتفاق نشر الحواجز العسكرية.
وسيطر النظام وروسيا على محافظتي درعا والقنيطرة في آب/ أغسطس عام 2018، بعد معارك ومفاوضات استمرت قرابة شهر، خضعت خلالها معظم فصائل المعارضة لاتفاق التسوية، وخرج آلاف المعارضين عبر قوافل التهجير إلى الشمال السوري.