التقارير

هل يترقّب الشارع في درعا نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية؟

وإن كان البعض يظنّها غير مؤثّرة ولن تضع حداً لمأساتهم المستمرة منذ سنوات، إلا أنه غالباً ما تجتذب الانتخابات الرئاسية الأميركية اهتمام الكثير من السوريين

نبأ/ عثمان جاد الله

وإن كان البعض يظنّها غير مؤثّرة ولن تضع حداً لمأساتهم المستمرة منذ سنوات، إلا أنه غالباً ما تجتذب الانتخابات الرئاسية الأميركية اهتمام الكثير من السوريين كغيرهم من شعوب المنطقة الذين ينظرون إلى الولايات المتحدة كلاعب أساسي في بلادهم.

مع انتخاب باراك أوباما لولاية رئاسية ثانية عام 2012 كان لدى المعارضين في سوريا أملاً أن تضع الإدارة الأميركية حدّاً للنظام بتنحي رئيسه أو بوقف جرائمه على الأقل إلا أن ذلك لم يتحقق، وتجدّد الأمل مع قدوم دونالد ترامب صاحب اللهجة الأشد تجاه بشار الأسد لكن الأمر اقتصر على العقوبات الاقتصادية فقط، في حين لا يبدو أن أعداد المتفائلين السوريين كبيرة لما قد يُحدثه الفائز في الانتخابات الجارية.

في جنوب سوريا والذي لعبت فيه الولايات المتحدة دوراً مفصلياً بتسليم مستقبل المنطقة لروسيا حتى سيطرت مع النظام على محافظتي درعا والقنيطرة عام 2018، يعيش سكانها اليوم في ترقّب للانتخابات الأميركية وإن كان “من باب الفضول” بحسب البعض.

“السياسة الأميركية تجاه سوريا لن تتغير وللثورة تجارب مع الحزبين الجمهوري والديمقراطي” هذا ما يراه الإعلامي السوري باسل الغزاوي، مضيفاً أن الإدارتين السابقتين ممثلة بالرئيسين أوباما وترامب لم يصدر عنهما قراراً سياسياً واضحاً يُلزم بشار الأسد بالرحيل.

وتابع الغزاوي قائلاً “أتابع الانتخابات وأنتظر نتائجها كغيري من السوريين الذين يرون الولايات المتحدة جزءاً من الملف السوري وباعتبارها تملك العديد من القواعد العسكرية في سوريا وهي من أقرّت قانون العقوبات الأخير (قيصر)”.

وحول مدى تأثّر جنوب سوريا بالإدارة الأميركية الجديدة، أشار الإعلامي الغزاوي إلى أن المنطقة لا تحتوي على نفط أو غاز لتكون محل اهتمام أميركا، ما يهمها هو أمن إسرائيل فقط. وأضاف: “ما قد يدفع أميركا إلى التدخل من جديد في جنوب سوريا هو قرار تل أبيب وخاصة في ظل اقتراب الميليشيات الإيرانية من الحدود مع الجولان المحتل”.

في تموز/ يوليو عام 2018 تلقّت فصائل ما كان يُعرف حينها بالجبهة الجنوبية المعارضة، رسالة أميركية بعدم الاستعداد لتوفير الدعم العسكري لها في مواجهة الحملة العسكرية من قبل جيش النظام وروسيا، تاركةً لهم خيار المواجهة أو الاستسلام، وهو ما اعتبرته الفصائل حينها بالتخلي المفاجئ بعد دعم استمر لسنوات.

وتساءل الناشط الإعلامي علي محاميد، ما إذا كان المرشح الرئاسي جو بايدن، سوف يتابع على نهج سياسة ترامب في حال تحقّقت التوقعات بفوزه بالرئاسة الأميركية. موضحاً رأيه أن السياسة الأميركية لا تُبنى على شخصية الرئيس إنّما ترجّح أفكاره وطريقة قيادته عليها وهذا ما بدا واضحاً في إدارتي أوباما وترامب حيث بقيت سياستهما تجاه سوريا غير واضحة إن كانت تريد تغيير النظام أو إصلاحه، على حدِّ قوله.

ويرى المحاميد أن أولويات السياسة الأميركية هي جلب الصفقات وجمع الأموال وهذا غير متوفر في الملف السوري عموماً خلال الفترة الحالية ومستقبلاً، ويُستثنى من ذلك مناطق شمال شرق سوريا الغنية بالنفط والتي تتشارك فيها أميركا مع قوات سوريا الديمقراطية عائداته.

وتتوزّع القوات الأميركية في سوريا على أكثر من 20 قاعدة عسكرية ونقطة تواجد تتركّز معظمها في محافظات الرقة والحسكة ودير الزور (شمال شرق) وهي المنطقة التي تتواجد فيها معظم آبار النفط والغاز (مركز جسور للدراسات).

من وجهة نظر مختلفة قال الناشط الحقوقي في درعا محمد عمران (اسم مستعار)، إن التغيير من الممكن أن يحصل في حال فوز جو بايدن في الرئاسية الأميركية والذي سوف يسرّع بالعملية السياسية في سوريا أما في حال عاد ترامب إلى الرئاسة فسيبقى الوضع على ما هو عليه ولن يتغيّر شيء، بحسب رأيه.

وأوضح قائلاً “بايدن يعتبر روسيا هي العدو الرئيسي للولايات المتحدة الأميركية وليس الصين كما يعتقد ترامب لذلك أعتقد أن الشرق الأوسط بما فيه سوريا سوف يشهد تحركاً أميركياً أكبر على حساب روسيا إن نجح بايدن”.

أما السياسي السوري فواز تللو يرى أن بايدن لن يجامل الروس لكنه أيضاً لن يخوض حرباً باردة معهم ولن يمس وجودهم في سوريا، أما إيران سوف يُعيد جو تأهيل نظامها من خلال إعادة تفعيل الاتفاق النووي ورفع العقوبات ما يعني إعادة “حبل النجاة” للنظام السوري المعتمد مالياً على الإيراني، على حدِّ وصفه.

كما توقّع تللو المقيم في برلين عبر صفحته على موقع “فيس بوك”، أن يعمل جو بايدن على إعادة تأهيل النظام السوري أيضاً من خلال ملف إعادة الإعمار ورفع العقوبات المفروضة، في حين لن يعمل على ذلك ترامب كما أنه غير مهتم بالملف السوري.

وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، قال في تصريحات إعلامية أمس الأربعاء “أيا كان الفائز في الانتخابات الرئاسية الأميركية، لا أتوقع حدوث تغيير في نقاط تواجد الوحدات العسكرية الأميركية في سوريا ولا في العقوبات المفروضة على النظام ولا في إرادة واشنطن طرد إيران من سوريا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى