التقارير

سبع سنوات أخرى لبشار الأسد – هل ستختلف عن سابقاتها؟

نبأ| موسى الأحمد

تسيطر حالة من الاستقرار الهش على الجنوب السوري منذ توقيع اتفاق التسوية في آب 2018 بين النظام والمعارضة ومع إقامة الانتخابات الرئاسية تسود فكرة تثبيت النظام لأركانه عبر العمليات العسكرية بعد الانتخابات المزعومة على عدة مناطق في محافظة درعا.

“الوضع في الجنوب السوري ذاهب للأسوأ خاصة على الصعيد الأمني ونتوقع أن النظام سيصعد بعمليات الاغتيال عبر أذرعه في المنطقة”، بحسب أحد أعضاء اللجنة المركزية في درعا.

وأضاف العضو الذي طلب عدم ذكر اسمه: “ما سيسعى له النظام هو خلق مبرر للتصعيد تجاه المنطقة ومهامنا هي الحفاظ على عملية التفاوض لتجنيب المنطقة أي عمليات عسكرية وهي مرحلة تتطلب الحذر من جميع الأطراف”.

وكانت لجان التفاوض في درعا أعلنت قبل يومين عن موقفها من الانتخابات الرئاسية في سوريا بالمقاطعة وأعلنت ما أسمته “الحداد والحزن في يوم الانتخابات.

واعتبرت الانتخابات حلقة في سلسلة الهيمنة الإيرانية على قرارات الدولة السورية والتفافاً على قرارات الشرعية الدولية، ووصفت المشاركة فيها بـ “الخزي والعار”.

السيناريوهات المتوقعة لما بعد الانتخابات في محافظة درعا هي التصعيد ضد المناطق التي يقطنها معارضين ويعتبرها النظام خارج السيطرة وأبرزها درعا البلد والريف الغربي بحسب الناشط مؤيد الزعبي من مدينة (غرب).

“بالنسبة لرافضي التسوية في درعا ستكون خياراتهم مرتبطة برد الفعل الدولي عقب الانتخابات بمعنى إذا كان هناك موقف دولي حازم يلجم النظام فأعتقد أن الأمور ستبقى على ما هي عليه من التهدئة مع مواجهات محدودة في بعض المناطق أما في حال وجود ضوء أخضر للأسد فالجنوب سيدخل في المجهول”.

ولفت الزعبي إلى أن الرد الأمثل في حال تصعيد النظام بنظري هو حرب العصابات التي تستنزف العدو تدريجيا وهي الحل الأفضل في ظل “قلة الإمكانيات وتخلي القريب والبعيد عن الثورة السورية وأهلها”.

المحلل السياسي العميد إبراهيم الجباوي، علق على الولاية القادمة لبشار الأسد أنها لن تختلف عن سابقاتها لا من حيث الشكل ولا من حيث الجوهر لأن هذا النظام غارق ببحر من الدماء التي أغرق سوريا فيها ومن ثم تركها كومة من الحجارة بعد الدمار الذي ألحقه في البلاد”.

وعن إمكانية عودة النظام للساحة السياسية الدولية والعربية قال “الجباوي” أن نظام “بشار الأسد” لا يمكن القول إنه يمارس سياسة لأنه لا يملك أمر نفسه هو محكوم من الإيراني والروسي وينفذ ما تمليه عليه روسيا وإيران وهو لا يرقى لأن يملك قرار واحد دون مشاورة روسيا وإيران لذلك لا يمكن أن يكون هناك انفراج سياسي على النظام داخلياً وخارجياً”.

وأكد “الجباوي” أن النظام السوري سيفشل في جميع مساعيه للتقرب من المجتمع الدولي والعربي وعلل هذا الفشل بأن “بشار الأسد مجرم حرب من خلال اثبات مسؤولية النظام عن أكثر من هجوم كيميائي في سوريا أبرزها الهجوم على مدينة دوما بريف دمشق في نيسان 2018، لذلك لا يمكن للمجتمع الدولي أن يضع يده بيد مجرم حرب وإن كانت بعض الدول العربية تقبل بذلك الدول الأجنبية لن تقبل لأنها تخشى شعوبها”.

وأشار “الجباوي” إلى أن اثبات بشار الأسد أنه مجرم حرب لن يمنع روسيا وإيران من “العمل بكل الوسائل لإعادة علاقات النظام السوري مع الدول العربية ومن أجل أن يعود النظام إلى جامعة الدول العربية لكن ستصطدم كل جهودهم بفيتو عربي من الدول العربية الفاعلة بالوضع السوري مسنودةً من الدول الغربية الفاعلة بالقضية السورية لذلك لا يمكن أن تكون هناك عودة للعلاقات مع كافة الدول العربية وبالنسبة لعودة النظام السوري بقيادة بشار الأسد إلى جامعة الدول العربية يحتاج لقرار عربي بالإجماع وليس قرار دولة أو اثنتين وهذا لن يحصل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى