التقارير

انقطاع المساعدات عن آلاف اللاجئين السوريين في الأردن – هل يجبرهم على العودة إلى سوريا؟

يأتي قطع المساعدات بعد أيام من إعلان فوز بشار الأسد بولاية رئاسية جديدة، وهو ما دفع ناشطين إلى استنكار القرار واعتباره محاولة ضغط على اللاجئين لإجبارهم على العودة "الطوعية" إلى سوريا

نبأ| أميمة القاسم – الأردن

أعلنت الأمم المتحدة في 15 من آذار (مارس) الفائت، أن 25% من اللاجئين السوريين في الأردن يعانون انعدام الأمن الغذائي، وهذا ما أكده ممثل برنامج الأغذية العالمي، ألبرتو كوريا مينديز، خلال مؤتمر صحفي افتراضي: “مستوى انعدام الأمن الغذائي بين اللاجئين في الأردن، هو الأعلى منذ أن بدأت العائلات بالوصول من سوريا قبل عشر سنوات”.

لكن هذه التصريحات لم تشفع لـ 21 ألف لاجئ سوري في الأردن من قطع المساعدات الغذائية عنهم، في الوقت الذي كشف ممثل برنامج الأغذية العالمي أن المساعدة الغذائية للاجئين السوريين تُشكل 60% من إجمالي دخل أُسرهم.

تقول السيدة مريم لـنبأ، “في صدمة كبيرة قرأت نص رسالة برنامج الأغذية العالمي بأنه يؤسفهم عدم شمولي في المساعدات الغذائية ابتداءً من شهر تموز (يوليو) القادم، رغم أنني أعيش لوحدي مع زوجي البالغ من العمر   54عاماً والذي يعمل في ورشة بناء وأصبح عمله شبه معدوم منذ بداية جائحة كورونا”.

“منذ دخولي إلى الأردن عام 2013، لم أتلقى أي نوع من المساعدة باستثناء المساعدة الغذائية التي لا تتجاوز   30دينار ورغم ذلك كانت تسد رمقي أنا وزوجي في تلبية احتياجاتنا الأساسية كالرز والسكر والزيت” وأضافت مريم: “هنا الحياة لم تعد تُطاق لذلك بدأ زوجي يفكّر بالعودة إلى سوريا مجبراً”.

أما أبو محمد البالغ من العمر 50 عاماً ولديه أربعة أولاد، قال إنه كان يتلقى مساعدات بقيمة 138 دينار، حيثُ كانت المساعدة للشخص الواحد بقيمة 23   دينار، والآن تم تخفيضها لـ 10 دنانير للشخص الواحد أي 60 دينار شهرياً للعائلة، ويقول أنه كان يستعين بالمساعدة في دفع فواتير الماء أو الكهرباء في كل شهر.

يأتي قطع المساعدات بعد أيام من إعلان فوز بشار الأسد بولاية رئاسية جديدة، وهو ما دفع ناشطين إلى استنكار القرار واعتباره محاولة ضغط على اللاجئين لإجبارهم على العودة “الطوعية” إلى سوريا، الأمر الذي نفتهُ دارا المصري، مسؤولة قسم الإعلام في برنامج الأغذية العالمي في عمان.

وأفادت المصري لـنبأ، أن التمويل في الوضع الحالي غير كافي لتلبية الاحتياجات الغذائية لجميع اللاجئين في الأردن، ويحتاج برنامج الأغذية العالمي بشكل عاجل إلى 58 مليون دولار أمريكي لمواصلة تقديم المساعدات الغذائية الشهرية لنصف مليون لاجئ حتى نهاية العام.

وتُضيف المصري، أن قطع المساعدات كان قبل شهرين ولكن هناك دول مانحة مثل كندا ساعدت في تأجيل هذه المرحلة عندما تم الإعلان عن طلب مساعدة لتفادي قطع المساعدات عن عدد من العائلات السورية الموجودة في الأردن، وللأسف إن لم يتم توفير الدعم في الأشهر المُقبلة سيكون الوضع أكثر سوء.

ووصفت الصحفية السورية آلاء نصّار وضع اللاجئين بـ “المأساوي” وأوضحت أن نقص التمويل سيؤثر بشكل تدريجي على القطاع الطبي والخدمات العامة المُقدمة للاجئين السوريين في الأردن، لاسيما في ظل أزمة كورونا.

ومن جانبه يتساءل فادي البالغ من العمر 45 عاماً وهو مصاب بسرطان القولون، عن كيفية إجراء المفوضية والعاملين في المنظمات الدراسات التي تُظهر من هم الأكثر احتياجاً والمستحقين لتلقي المساعدات قائلاً: “أنا مريض سرطان ولدي ابنة وشاب ونظراً لوضعي الصحي لا أستطيع العمل وابني يعمل في سوبر ماركت وراتبه 250 دينار وأجار منزلي   150 دينار، والآن تم قطع المساعدات عني، بذريعة أننا لسنا من العائلات الأكثر احتياجاً مع العلم أن جرعة الكيماوي التي أتلقّاها تكلّف أسبوعياً 70 دينار، أصبح الموت ارحم لنا”.

وتضاعف عدد اللاجئين السوريين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في الأردن خلال العام الماضي ليصل إلى 25 بالمائة، أي أن 64 بالمائة من اللاجئين يعيشون على حافة انعدام الأمن الغذائي، بحسب الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى