رمضان 2020.. الصلاة في البيت والإفطار بدون أقارب ولا أصدقاء
أجبر فيروس كورونا، معظم حكومات دول العالم، على اتخاذ تدابير احترازية للحدِّ من انتشار العدوى بين الأفراد
عمار الخطيب
يرتقب المسلمون في كل عام، شهر رمضان لما يحمله من أجواء روحانية فريدة، يعتبرها البعض تجديداً للعلاقة بين العبد وربّه وفرصة للابتعاد عن المعاصي وكسب المغفرة، كما يميّزه البعض لاعتباره شهراً تتعزّز فيه العلاقات الاجتماعية بين أفراد العائلة والأصحاب.
لكن على غير العادة، يحلُّ شهر رمضان في هذا العام على المسلمين في معظم دول العالم، بظروف استثنائية غير مسبوقة، قُيدت بموجبها أبرز معالم الشهر المبارك، بما فيها الشعائر الدينية والعلاقات الاجتماعية.
وأجبر فيروس كورونا، معظم حكومات دول العالم، على اتخاذ تدابير احترازية للحدِّ من انتشار العدوى بين الأفراد، كان من بينها إغلاق المساجد وفرض حظر للتجوال، وفي بعض الدول مُنعت الزيارات والتجمعات في الأماكن العامة.
في سوريا، كانت التدابير متفاوتة بين منطقة وأخرى، ففي المناطق التي يسيطر عليها النظام، أُغلقت المساجد وفُرض حظر جزئي للتجوال، أما في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، كانت التدابير فيها أقل، حيث لا تزال أبواب المساجد مفتوحة، إلا أن أعداد المصلّين في بعضها انخفضت إلى النصف تقريباً تخوّفاً من الإصابة بالوباء.
واعتبر “حمدان أبو راشد” أحد سكان مدينة نوى في ريف درعا الغربي، الظروف التي يمرّ بها المسلمون في ظل شهر رمضان بسبب فيروس كورونا، فرصة لإحياء العبادات في المنزل، من خلال جمع أفراد العائلة لصلاة التراويح بمن فيهم الزوجة، بعد أن كان يؤديها الرجال في المساجد فقط، فيما تراجع أدائها من قبل النساء والأبناء خلال السنوات الأخيرة بسبب الظروف الأمنية والاستهداف المتكرر من قبل النظام للمساجد.
وأشار أبو راشد، إلى أن الكثير من الأشخاص لا يتقبّلون صلاة التراويح في غير المساجد، كما أنهم يفتقدون الدروس الدينية التي تسبق صلاة المغرب، إلا أن أزمة فيروس كورونا أجبرتهم على البقاء في المنزل وإحياء الصلاة فيه.
قرار إغلاق المساجد لاقى معارضة كبيرة في بعض الدول، واعتبره البعض قراراً غير مسؤول، على اعتبار أن الأسواق لا تزال تزدحم بالسكان وعلى أبواب الأفران ومراكز توزيع المواد التموينية والمباني الحكومية، يصطف العشرات من السكان بطريقة عشوائية دون ترك أي فراغ بينهم.
وعلى الصعيد الاجتماعي، غابت في رمضان هذا العام، مظاهر الإفطار الجماعي ودعوة الأقارب على موائد الإفطار واجتماعات الأصحاب خلال أوقات المساء، نظراً لقرار حظر التجوال الذي يبدأ الساعة السابعة مساء.
ويقول “بدر المسالمة” من مدينة درعا، إن بعض الأشخاص يضطرون إلى النوم عند أقاربهم في حال تم دعوتهم لمائدة الإفطار، في حين أن الإجراءات تكون أقل في المناطق البعيدة عن مراكز المدن أو الأجزاء التي لا تخضع لنفوذ النظام ولا تحتوي على مراكز أمنية أو مخافر للشرطة.
ويضيف المسالمة، أن الكثير من العائلات امتنعت عن الزيارات أو الاجتماعات مع الأقارب خشية وجود مصابين بفيروس كورونا وبالتالي انتقال العدوى، وتعزّز هذا التخوّف مع إعلان النظام عن أول إصابة بالفيروس في محافظة درعا قبل يومين.
وارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا في سوريا، إلى 43 حالة، توفي منهم ثلاثة أشخاص “وزارة الصحة التابعة للنظام”، موزّعين على مناطق العاصمة دمشق وريفها ومحافظة درعا.
وكان النظام، أعلن عن حظر جزئي للتجوال في 25 من الشهر الماضي، يُمنع فيه التجول من الساعة السادسة مساء وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ومع بداية شهر رمضان تم تعديل موعد بدء الحظر ليكون في السابعة مساء.