هل يتجدد الحراك الشعبي في السويداء؟| تقرير
النظام دأب منذ سنوات على تهميش محافظة السويداء ومنع سُبل التّطور عنها ويستمر في تضييقه على سكانها
باسل الغزاوي/ السويداء
يُراهن الكثير في الوسط الشعبي في سوريا، على تفجّر الأوضاع في محافظة السويداء جنوب سوريا، التي بقيت حتى اليوم في موقفها الذي يصفه البعض بـ “المحايد”، في ظل ما تعيش به من ظروف معيشية واقتصادية، يفاقم من صعوبتها ممارسات النظام “العقابية” بحق سكانها
الناشط المدني “إياد الشاعر” من مدينة السويداء جنوب سوريا، قال إن النظام دأب منذ سنوات على تهميش محافظة السويداء ومنع سُبل التّطور عنها ويستمر في تضييقه على سكانها، كرد فعل “انتقامي” لعدم انخراطهم في القتال ضد المعارضة والمشاركة في سياسته القمعية التي مارسها في الكثير من المدن والبلدات السورية.
واعتبر الشاعر “لاجئ سياسي في بلجيكا”، في حديثه لمؤسسة نبأ، أن “عقاب النظام لسكان السويداء والتضييق عليهم بسبب موقفهم الرافض للمشاركة في عملياته القتالية وسوء الأوضاع المعيشية، أجبر المئات من شبان السويداء على الهجرة إلى الدول الأوروبية”.
ولفت، إلى أن “حصار” السويداء هو أمر واقع حالياً رغم عدم وجود قرار رسمي من النظام بذلك، حيث تفرضه عصابات مرتبطة به من خلال تضييق حركة دخول وخروج البضائع من وإلى السويداء فضلاً عن عمليات الخطف والسطو الممنهجة.
وتابع الناشط إياد، “أن معاناة أهالي السويداء كبيرة على المستوى الاقتصادي بفعل إجراءات النظام العقابية التي حرمت المحافظة من تصدير ما تنتجه من محاصيل لا سيّما الفواكه إلى المناطق الأخرى، مستغلاً بذلك عدم وجود معابر حدودية في المحافظة، وكذلك حرمها من استيراد ما تحتاج إليه من مواد تموينية خاصة الخضار من محافظة درعا المجاورة، بسبب العصابات المأمورة من النظام وما مارسته من عمليات سطو على البضائع وخطف الأشخاص الناقلين لها وسياراتهم، كما عناصره مسؤولون بشكل مباشر عن بعض الحرائق التي التهمت مساحات من محاصيل القمح والشعير”.
من جانبه، وصف الناشط “شادي الدبيسي”، الأزمة الاقتصادية المستمرة منذ سنوات بـ “الكارثية”، حيث أنه لا توجد مصادر دخل للأهالي، حتى الحوالات المالية من المغتربين قيّدها النظام عن طريق تحديد سعر صرف الدولار بـ 700 ليرة سورية، في حين وصل سعره في السوق إلى حاجز 2000 ليرة تقريبًا.
أكد الناشط الدبيسي المقيم في العاصمة بيروت، أن سوء الأوضاع الاقتصادية إلى جانب إجراءات التضييق التي يفرضها النظام على محافظة السويداء، أدت إلى تولد غضب شعبي ظهر للعلن في مرات عدة من خلال موجات من الحراك السلمي أبرزها حملة “بدنا نعيش” مطلع العام الجاري، وحملة “خنقتونا” عام 2015، وفي الحالتين تعرّض هذا الحراك إلى إجراءات قمعية من النظام بشكل مباشر أو بتسهيل منه، كما حصل في العام 2015 عندما ضرب انفجار مزدوج وسط المدينة ذهب ضحيته أكثر من ثلاثين شخصًا.
وفي هذا السياق، تحدث “إياد الشاعر”، أن النظام لم يترك وسيلة إلا واستخدمها في سبيل قمع الحراك المطلبي لأبناء مدينة السويداء، وأمام عجزه عن إلصاق تهمة “التطرف” بالحراك المدني في المحافظة، لجأ إلى استثمار مليشيات مسلحة أبرزها تنظيم الدولة لمعاقبة المحافظة، كما حصل في هجوم التنظيم على بلدات في الريف الشرقي وقتل 250 شخص على الأقل، واختطاف نساء عام 2018.
واتفق الناشطان الدبيسي والشاعر في اعتقادهما بأن الحراك المدني سيتجدد ليس فقط في السويداء، إنما في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، خاصة بعد دخول قانون قيصر المفروض من الإدارة الأمريكية، حيز التنفيذ، وعلى الأرجح فإن ميليشيات النظام وفروعه الأمنية لن تستطيع كبح الشعب عن المطالبة بحقوقه الأساسية وأبرزها الحق في الحياة”.