مجتمع

لا حدود لها.. حوادث السرقة مستمرة دون رادع

جواد أبو حمزة/ نبأ

باحثاً لهم عن العذر في فعلتهم طالب أحد سكان ريف درعا الغربي مخاطباً ضمائر سارقين اعتدوا على ممتلكاته بعد تعرض أرضه الزراعية للسرقة وسحب شبكة الري الممتدة بين زرعه أثناء ريّها.

المزارع كان قد ناشد عبر مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، الجناة بالرجوع لرشدهم وتحكيم عقلهم وإعادة شبكة الري متعهداً على نفسه بدفع مليون ليرة سورية للفاعلين على أن يكون الأمر سرّاً بينهم، موضحاً عجزه عن تأمين شبكة ري جديدة لأرضه، الأمر الذي قد يعرّض كامل المحصول للتلف والخسارة.

“حوادث السرقة التي تشهدها محافظة درعا لم تكن وليدة اليوم” بحسب أحد سكان ريف درعا الغربي، عبد الحميد الحوراني، مضيفاً أنها شهدت تفاقماً كبيراً خلال الأشهر القليلة الماضية في مختلف مناطق المحافظة.

وعزا عبد الحميد ارتفاع وتيرة السرقات، لتردّي الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار وعجز غالبية السكان من تأمين مصاريفهم وقوت أولادهم “ما دفع البعض لامتهان السرقة واختلاس أرزاق الناس وبيعه بأقل الأسعار مع تغاضي أمن النظام ومراكز الشرطة عن شكاوى السكان”.

حوادث السرقة لم تقف عند أرزاق الأهالي فقد طالت دور العبادة وامتدت حتى طالت الأملاك العامة ومن بينها أكبال الكهرباء المغذية للأحياء السكنية والمنازل وانتهت إحداها بحادثة قتل رجل في نوى (غرب) مؤخراً.

يقول أبو يوسف الجباوي (اسم مستعار) إن الوضع فاق التصوّر وبات الشخص لا يأمن على نفسه ورزقه خصوصاً بعد آخر حادثة التي انتهت بمقتل شخص وجرح آخر أثناء محاولة الجناة سرقة دراجته وتصديه لهم وهي ما أثارت مخاوف الكثيرين بحمل السارقين للسلاح ويعني ذلك أي مقاومة من الضحية قد تكلّفه حياته.

وأشار أبو يوسف، لكثرة شكاوى الأهالي من انحدار الوضع الأمني ومطالبة مخافر شرطة النظام بتشكيل دوريات في القرى والأحياء إلا أن جميع المطالب لم تلقى استجابة.

“لا ثقة لدى الأهالي بأمن النظام والمتعاونين معه وهم شركاء في الكثير من السرقات” يقول الشاب خالد عبد الرحمن من مدينة إنخل (شمال) متسائلاً: إن كُثر من المنتسبين لأفرع النظام باتوا “يشبّحون” على السكان في العلن فكيف هو حالهم في الخفاء؟

وأضاف أن سرقات عدة عُرف فاعلها وقامت بين الجناة والضحايا وساطات من أجل التفاوض على المسروقات ودفع مبالغ مالية للجناة مقابل إرجاعها على أن يكفل الوسيط عدم تقديم الضحية شكوى أو التشهير به بين الناس.

وألقى أحد سكان مدينة نوى مؤخراً، القبض على سارق متلبساً وعلّقه في إحدى ساحات المدينة دون الرجوع لشرطة النظام وكتب على ورقة علّقها على صدره “حرامي رقم 1”.

يقول محمد المسالمة، الناشط في المجالي الإغاثي بمدينة درعا إن للسرقة بمفهومها العام مسببات تدفع الجاني للإقدام عليها من حيث سلب خصوصيات الآخرين، منها ما يكون متعلق بالحاجة ومنها لتحصيل الأموال لأغراض منها شراء المواد المخدرة وأخرى لمجرد العادة والامتهان.

ويضيف المسالمة أن جميع الحالات وإن اختلفت أشكالها وأسبابها، فهي جريمة واعتداء على ممتلكات الآخرين، ولها أبعاد خطيرة خصوصاً على الفئة التي تسعى للحصول على المال بأي طريقة كانت لشراء المخدرات والحشيش، في ظل انتشار واسع لهذه المواد في الجنوب السوري.

 

الكاتب: محمد الفيصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى