شاب يواجه الموت تحت التعذيب في سجن اللواء الثامن ببصرى الشام
قالت مصادر أهلية في بلدة المتاعية شرق درعا، إن شاباً من أبناء البلدة يُدعى جعفر الكفري، لقي حتفه متأثراً بجراحه التي أُصيب بها نتيجة التعذيب لمدة يومين في سجن تابعة للّواء الثامن في مدينة بصرى الشام (شرق).
ونعت عائلة الكفري الشاب جعفر الذي نُقل أمس السبت إلى إحدى المستشفيات في مدينة درعا بعد تدهور حالته الصحية في مكان اعتقاله ببصرى الشام.
وكان الكفري مصاباً بكدمات ونزيف حاد وجروح في الرأس وأجزاء أخرى من جسده عند نقله إلى المستشفى. حيث بقي تحت المراقبة حتى صباح اليوم الذي أُعلن فيه عن وفاته.
كيف حدث؟
قبل يومين اقتحمت مجموعة مسلحة تابعة للّواء الثامن بلدة المتاعية بحثاً عن شخص مطلوب لهم لجأ إلى البلدة. واندلعت على إثرها مواجهات مسلحة مع شبان من البلدة حاولوا التصدي للقوة العسكرية ما أدّى لمقتل قيادي وعنصر من اللواء.
وبعد انسحابهم اقتحمت قوة عسكرية كبيرة بلدة المتاعية وأطلقت النار بشكل عشوائي ما أدّى إلى إصابة عدد من المدنيين ونفّذ عناصر اللواء عمليات وصفها الأهالي بـ “الانتقامية” بحرق وتفجير منازل واعتقال عشرات الأشخاص ونقلهم إلى سجن قلعة بصرى الشام، وكانت من بينهم جعفر الكفري.
وأظهرت صور وتسجيلاًت مصوّرة أكثر من 10 منازل تعرّضت للتدمير بواسطة متفجّرات وضعها عناصر اللواء بعد إجبار قاطنيها على مغادرتها.
اللواء الثامن مدعوم من روسيا
يُعتبر اللواء الثامن إحدى التشكيلات العسكرية التي أُعلن عنها عقب سيطرة النظام وروسيا على درعا عام 2018، بتبعية للفيلق الخامس من جيش النظام وبدعم من روسيا.
لكن قبل ذلك كان اللواء من أبرز فصائل المعارضة بدرعا وكان يُطلق عليها اسم “شباب السنة” وفي كلتا المرحلتين بقي قائده، أحمد العودة، وازداد نفوذه في درعا بعد الدعم الروسي.
ويتّخذ اللّواء من قلعة بصرى الشام مقراً رئيسياً له كما أنه أقام فيها قبل نحو عام تخريج دورة عسكرية لمئات العناصر في ساحة القلعة وبحضور ضابط روسي مع رفع علم النظام.
كما يوجد فيها سجن يُطلق عليه اسم “سجن القلعة” وهو مكان احتجاز منذ أن كان اللّواء فصيلاً معارضاً قبل سيطرة النظام. وتعرّض فيه أشخاص بينهم ناشطين للتعذيب واتُّهم اللواء في تلك الفترة (إبان سيطرة المعارضة) بقتل أشخاص تحت التعذيب أحدهم ضابط منشق عن جيش النظام.
من ثكنة عسكرية إلى مركز للاعتقال ثم معسكر للتدريب.. أبرز محطات قلعة بصرى الشام