التقارير

درعا: إلى أي مدى ستنجح اتفاق التسوية في تحقيق الاستقرار الأمني المفقود منذ ثلاث سنوات؟

تسابق روسيا الزمن لإنهاء ملف درعا بإخضاع مناطقها كل على حِدى لاتفاق تسوية يختصر في طياته نموذج “مناطق التسويات” التي نجح النظام بفرض سيطرته المطلقة عليها وإخماد أي صوت معارض فيها كحلب وريف دمشق وحمص.

وبالحديث عن مناطق التسويات، كان قد بيّن الضابط الروسي في ملف التفاوض، سعي بلاده إلى تطبيق نموذج دمشق في درعا حيث لا سلاح بيد المعارضة والسيطرة والقوة للنظام فقط (التسجيلات المسربة لإحدى جلسات التفاوض).

هذا ما سعت له روسيا إلى جانب النظام منذ بداية حملتها العسكرية على درعا في تموز (يوليو) الفائت حيث فرضت شروطاً لم تتغير بالرغم من عشرات جلسات التفاوض مع المفاوضين والممثلين عن الأهالي، أبرزها تسليم سلاح المعارضين وفرض السيطرة المطلقة.

اليوم وبعد نحو شهر على بدء قطار التسويات في المحافظة، طرأت بعض التغيرات التي لم تشهدها المنطقة بعد اتفاق التسوية عام 2018، أبرزها الحد من انتشار الحواجز العسكرية في مدينة درعا ومحيطها، وتسهيل حركة الأهالي بين المدن والبلدات.

حاجز حميدة الطاهر أحد أبرز الحواجز التي انسحبت في مدينة درعا، وهو أقدمها (2011)، شكّل اسمه مصدر رعب للأهالي لوجود معتقل سري بداخله في حديقة حميدة الطاهر قضى العشرات فيه إعداماً ميدانياً فضلاً عن كونه أحد مصادر قصف الأحياء السكنية بقذائف الهاون التي حصدت أرواح المئات.

ترافق ذلك مع انسحاب قوات الفرقة الرابعة التي كانت تحاصر مدينة درعا وبلدة اليادودة (غرب) وتسعى لاقتحامها، حيث انحصرت تواجدها في بعض المواقع غرب المدينة وضاحية الصحافة في حين تستعد قوات منها للخروج من درعا.

انسحاب الفرقة الرابعة والقوات الأخرى من محيط المدينة بما فيها المنطقة الحدودية مع الأردن، كان أحد بنود اتفاق التسوية الذي وضعته روسيا وأشرفت على تطبيقه، بنداً يراه كثيرون أنه يُحسب لأهالي المنطقة لأنه “قيّد” مساعي الفرقة التي كانت تهدف إلى فرض سيطرتها على درعا والحدود الجنوبية.

مصادر لـنبأ، قالت إن قيوداً فُرضت على نشاط بعض الميليشيات المحلية الموالية للنظام في درعا لإخفاء المظاهر المسلحة، كما تلقت إحداها أوامر بالانسحاب من مقراتها في أحياء المدينة.

وأشارت مصادر خاصة إلى أنه من المرتقب انسحاب حواجز عسكرية أخرى في مناطق شمال وغرب درعا، بعد الانتهاء من ملف التسويات في مسعى للحد من المظاهر العسكرية في درعا وهو جزء من “رؤية الحل” الروسية لملف الجنوب.

ووصلت روسيا والنظام إلى منطقة حوض اليرموك حيث بدأت صباح اليوم تنفيذ بنود اتفاق التسوية في بلدة سحم بعد مدينة درعا، وطفس والمزيريب واليادودة وتل شهاب (غرب)، وداعل وإبطع (الريف الأوسط).

تعيش درعا منذ سيطرة النظام وروسيا عليها عام 2018، فراغاً أمنياً خلّف مئات القتلى والجرحى معظمهم قضوا في عمليات اغتيال وهجمات استهدفت معارضين وآخرين موالين للنظام.

وتتهم لجان التفاوض والأهالي في درعا، ضباط في النظام بالوقوف وراء عمليات الاغتيال التي تستهدف المقاتلين السابقين والناشطين من المعارضة من خلال مجموعات مسلحة جنّدوها لصالحهم بمهام اغتيال وخطف، أبرزهم اللواء حسام لوقا والعميد لؤي العلي وهما ممثلي النظام في اتفاقات التسوية بدرعا، فهل يتحقق الاستقرار الأمني المفقود منذ ثلاث سنوات؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى