قصف صاروخي متعدد على منازل للمدنيين في بلدة اليادودة
تحقيق يتناول قصفًا صاروخيًا متعددًا استهدف منازل للمدنيين في بلدة اليادودة في درعا
تحقيق مشترك: مؤسسة نبأ الإعلامية والأرشيف السوري
حول الحادثة
• مكان الضربة: درعا –اليادودة
• موقع التأثير: منازل سكنية
• التاريخ: 29 تموز/ يوليو 2021
• التوقيت: بدأ القصف في التاسعة صباحًا، لكن الضربات التي تسببت في مقتل مدنيين كانت ما بين الساعة 12:50 والساعة 13:50 بالتوقيت المحلي، وفقاً لإفادات الشهود، ناشطين إعلاميين، الإبلاغات عبر المصادر المتاحة، وتحليل الفيديو والصور
• الضحايا: 5 قتلى بينهم امرأة وشاب و3 أطفال، تم التأكد من هويتهم من قبل فريق التحقيقات
• المصابون: 10 جرحى بينهم طفلان
• نوع الحادثة: قصف صاروخي متعدد استهدف خمس عشرة نقطة في اليادودة
• الذخائر المحددة: صواريخ IRAM
• المسؤول المحتمل: الفرقة الرابعة التابعة لقوات الحكومة السورية أو ميليشيات تابعة لها
مقدمة
نجا الطفل همام أحمد راكان الزغبي بعد قصف صاروخي طال منزل عائلته في اليادودة، وقتل أشقاؤه الثلاثة، ريتاج وبراء ومحمد، بعد أن تحول منزلهم إلى أنقاض.
صوّر أحد مقاطع الفيديو الأم وهي تزحف نحو أطفالها الثلاثة بعد انتشالهم من تحت الأنقاض لتودعهم، ضمت صغيرتها في كفنها إلى صدرها، وأخبرت صغارها أنها ستشتاق إليهم دائماً.
غير بعيد عن مكان سقوط الصاروخ الأول، وفي منزل إبراهيم الزعبي سقط صاروخ آخر أودى بحياة أم وابنها، في يوم دامٍ شهدته قرى وبلدات في درعا، خاصة اليادودة، وأودى بحياة 17 شخصاً، في درعا البلد والمحطة و اليادودة وطفس والمزيريب وجاسم.
منذ ساعات الصباح وحتى وقت متأخر من ليل 29 تموز/ يوليو 2021 استُهدفت منازل المدنيين في قرية اليادودة من اتجاهات مختلفة بأسلحة متنوعة، من راجمات الصواريخ وصواريخ IRAM من نوع جولان، ومن عدة قواعد عسكرية وتعزيزات لقوات الحكومة السورية، خاصة الفرقة الرابعة، راح ضحيتها خمسة أشخاص، ثلاثة أطفال وشابّ وامرأة.
المنهجية
أجرى فريق التحقيق تحقيقاً حول الحادثة اعتماداً على
• جمع إفادات شهود عيان، إعلاميين وناشطين من أبناء المنطقة
• حفظ، تحليل، والتحقق من 67 مقطع فيديو وصورة تم تحميلها على شبكات التواصل الاجتماعي، قيل إنها تظهر مكاني التأثير في القصف الذي شهد مقتل ضحايا في اليادودة، إضافة إلى صور ومقاطع فيديو خاصة حصل عليها فريق التحقيقات، للتأكد من وقت ومكان الاستهداف، ومواقع سقوط الصواريخ والقذائف.
• التواصل مع مصوري بعض الفيديوهات، والحصول على الفيديوهات الأصلية لاستخراج البيانات الوصفية، والتحقق من مكان ووقت الاستهدافين.
• تحديد الجهة ومكان سقوط الصواريخ، تبعاً لنوع السلاح المستخدم، لتحديد المسؤولين المحتملين
وكان هذا التحقيق خلاصة مراحل متعددة من التحليل للمصادر المتاحة. زوّدت المصادر، المتكاملة فيما بينها، الفريق بمعلومات مرتبطة بتاريخ الهجوم، توقيته، موقعه، الإصابات والأضرار الناجمة عنه.
قرية اليادودة
تمثل قرية اليادودة البوابة الرئيسة باتجاه الريف الغربي لمحافظة درعا، وتبعد نحو 5 كيلو متر عن مدينة درعا في جهتها الغربية، وتفصل قرى وبلدات هامّة، مثل المزيريب وطفس، عن مركز المدينة. يقطن البلدة أكثر من عشرة آلاف شخص.
دخلت اليادودة ضمن اتفاقيات المصالحات مع الحكومة السورية بضمان روسي بداية تموز / يوليو 2018، ودخلتها قوات الحكومة السورية في الحادي عشر من الشهر ذاته، وبموجب الاتفاق احتفظ مقاتلون في البلدة بسلاحهم الفردي. كغيرها من قرى وبلدات درعا؛ شهدت اليادودة عمليات اعتقال وتصفية لأشخاص فيها.
تعزيزات نحو درعا
في 24 يونيو الماضي، حوصرت أحياء في درعا البلد وحي طريق السد ومخيم درعا من قبل قوات الحكومة السورية، بعد رفض اللجنة المركزية في المدينة مطالب الحكومة السورية بتسليم عدد من الأسلحة الفردية، وإقامة حواجز لقواته داخل المدينة، أتى ذلك بعد مظاهرات رافضة للانتخابات السورية، والتي تمت في السادس والعشرين من يونيو الماضي، شهدت دعوات لإسقاط الحكومة السورية ورئيس الجمهورية بشار الأسد.
ترافق الحصار مع استقدام تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، قوامها الفرقة الرابعة وقوات الغيث التابعة لها، إضافة لميليشيات أخرى، تظهر فيديوهات نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي وصول قوات عسكرية من المناطق الشرقية في سوريا ودمشق وتمركزها في محيط درعا البلد.
في 24 يوليو، وبعد شهر من الحصار، تم الاتفاق على تسليم بعض الأسلحة الفردية وإجراء تسوية أمنية لنحو 200 شخص، وتثبيت ثلاث نقاط عسكرية في درعا البلد. ليبدأ تنفيذه في 26 من الشهر ذاته، قبل أن يفشل الاتفاق بمحاولة قوات الحكومة السورية (الفرقتان الرابعة والتاسعة وميليشيات تتبع لهما) اجتياح منطقتي الشياح وغرز بدرعا.
وأظهرت صور وفيديوهات، نُشرت تباعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، خلال تموز الماضي، استقدام تعزيزات عسكرية إلى درعا. وتظهر صور منها وجود جنود يضعون على لباسهم العسكري شعار واسم الفرقة الرابعة، كما تحدثت فيديوهات عن وجود لقوات الغيث وهي ميليشيا تابعة للفرقة الرابعة، إلى درعا، بالإضافة إلى صور أسلحة ثقيلة من دبابات وراجمات صواريخ، ووثق فيديو متداول استهداف درعا البلد بقذائف الهاون، كذلك وثق فيديو آخر اقتحام قوات الحكومة السورية لدرعا البلد.
مقارنة بين شارات الفرقة الرابعة كما هو موضح في صورة – على اليمين – نُشرت في 30 يوليو للفرقة الرابعة و صورة لوكالة فرانس برس – على اليسار – من الفرقة الرابعة من عام 2018.
ونُشر تسجيل صوتي، لم يتسنّ لفريق الأرشيف السوري التحقق منه، قيل إنه لأحد ضباط الحكومة السورية يطلب من الجنود استهداف كل من يحمل السلاح في درعا دون العودة إليه، باعتبارهم خونة على حد تعبيره. ويوضح فيديو آخر، تمكّن الأرشيف السوري من التحقق منه وتحديد موقع تصويره، تجمعاً لعناصر من قوات الحكومة السورية، يتحدث فيه أحد الضباط لجنوده عن معركة “الأخذ بالثأر” في مدينة درعا.
تحديد الموقع الجغرافي لمقطع فيديو يظهر تجمعًا من قوات الحكومة السورية، في الأعلى صورة جوية حصل عليها فريق التحقيقات التقطت عام 2018
صورة عناصر من الفرقة الرابعة في الحملة العسكرية على درعا، في الصورة الثانية يظهر العميد غياث دلا مع عناصر من الفرقة الرابعة في معارك درعا
ونشرت صفحة وكالة نبأ الإخبارية صورة تظهر عناصر من مجموعات قتالية من”الحرس القومي العربي” إلى جانب الفرقة الرابعة في هجومها على مدينة درعا من المحور الجنوبي. بالبحث العكسي عن صور المقاتلين تمكن الأرشيف السوري من العثور على صورة واحد منهم، والذي تبيّن أنه كان مشاركًا في الحملة على مخيم اليرموك جنوب دمشق عام 2018.
صور تظهر عنصرًا من الحرس القومي العربي في الحملة الأخيرة على درعا، وفي الحملة العسكرية على مخيم اليرموك عام 2018
في 29 تموز / يوليو بدأت قوات تابعة للنظام السوري باقتحام أحياء درعا البلد المحاصرة، وقصفها بالصواريخ وقذائف الهاون، لتبدأ قرى وبلدات درعا ما أطلقوا عليه “معركة الكرامة” لتخفيف الضغط على درعا البلد، والسيطرة على حواجز تابعة لقوات الحكومة السورية فيها، وأسر عناصرها، ومنها اشتباكات حصلت على حاجز الري بالقرب من اليادودة.
في اليوم ذاته قامت قوات تابعة للحكومة السورية متمركزة في محيط درعا البلد، قرب بناء النوفلة على طريق درعا البلد – اليادودة باستهداف الأخيرة بوابل من القذائف وراجمات الصواريخ، كذلك استهدفت منازل مدنيين من منصة إطلاق صواريخ في الجهتين الشمالية الغربية والجنوبية الغربية لليادودة بصواريخ IRAM.
ماذا حدث و (متى)؟
في 29 تموز /يوليو 2021 قصفت بلدة اليادودة بنحو 15 ضربة ما بين الساعة 9:00 صباحًا وحتى 16:00 مساء، كان من بينها ضربتان براجمات صواريخ IRAM Improvised Rocket Assisted Munition من نوع جولان، والتي يُطلق عليها محليًا اسم فيل، أصابتا منازل للمدنيين وأسفرتا عن مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة أطفال وشابّ وامرأة.
ونشر عدد من المواقع والوكالات الإعلامية المحلية أنباء عن استهداف اليادودة، من بينها ما نشره كل من عنب بلدي وموقع الجزيرة وتلفزيون سوريا ووكالة بلدي نيوز
يظهر فيديو نشرته صفحة رجال الفرقة الرابعة #قوات الغيث على فيسبوك، لحظة إطلاق عدد من الصواريخ من راجمة، يُدّعى أنها استهدفت قرية اليادودة. كما نشرت قناة الاستخبارات العسكرية على يوتيوب في 30 يوليو فيديو للحادثة ذاتها، تقول في وصف الفيديو إنه لقصف اليادودة، يوم أمس، في إشارة لتاريخ استهداف اليادودة.
بتحليل المعالم البارزة الواردة في مقطع الفيديو ومطابقتها مع صور الأقمار الصناعية؛ حدّد فريق التحقيقات موقع تواجد الراجمة، بالقرب من بناء النوفلة الذي يظهر في الفيديو، وجهة الإطلاق إلى الغرب، حيث توجد قرية اليادودة.
تحديد الموقع الجغرافي لمكان إطلاق عدد من الصواريخ من قبل قوات الفرقة الرابعة، يشير السهم الأصفر إلى اتجاه الراجمة والصاروخ نحو بلدة اليادودة
لتحديد توقيت التقاط مقطع الفيديو؛ حلّل فريق التحقيقات الظلال الظاهرة فيه. تتطابق الظلال الظاهرة في مقطع الفيديو مع موقع الشمس ما بين الساعة 09:00 إلى 10:00 من صباح يوم 29 يوليو 2021 جنوب بلدة اليادودة، وذلك حسب أداة SunCalc وأداة لقياس الظلال
تتطابق الظلال الظاهرة في مقطع الفيديو مع موقع الشمس ما بين الساعة 09:00 إلى 10:00 من صباح يوم 29 يوليو 2021 جنوب بلدة اليادودة، وذلك حسب أداة SunCalc وأداة shadowcalculator لقياس الظلال
يتوافق تحليل الظلال الظاهرة في مقطع فيديو قوات الغيث مع بداية وقوع القصف على مناطق في اليادودة؛ حيث بدأت الإبلاغات عن القصف على البلدة بخبر نشرته قناة تجمع أحرار حوران على تلغرام في الساعة 10:06 دقائق، عن ضربات بقذائف هاون على البلدة، تلاه خبر عن استهداف البلدة بصواريخ فيل في الساعة 10:16. تواصل الأرشيف السوري مع شهود عيان وإعلاميين من اليادودة، لن تُذكر أسماؤهم لأسباب متعلقة بسلامتهم، والذين أكّدوا على أن القصف بدأ صباحًا من راجمة الصواريخ جنوبي شرق البلدة، بخمسة صواريخ أصابت النقطتين A و B الموضحتين على الخريطة وهي منازل سكنية، بالقرب من المدرسة الثانوية في اليادودة، إضافة إلى منزل مدني يعود لشخص من عائلة الزعبي.
لقطات شاشة تظهر أوائل البلاغات عن القصف على بلدة اليادودة من قبل قناة تجمع أحرار حوران على تلغرام
في الساعة التالية للقصف على النقطتين A و B، تتالت الإبلاغات عن ضربات على اليادودة في ما مجموعه 15 ضربة في 29 يوليو 2021. على بعد لا يزيد عن 1 كم من الضربتين الأوليتين؛ تتجمع 13 ضربة في دائرة لا يزيد نصف قطرها عن 320 مترًا، ما يدل على استهداف من النمط التجميعي لعدة مناطق في وقت متقارب، ويضيف صفة التعمد بالقصف على المكان. جميع المناطق المستهدفة هي منازل لمدنيين، قام فريق التحقيق بالتأكد من مالكيها وسكانها، وليس بينها أي مقر عسكري. أسفر القصف على اثنين من هذه النقاط عن سقوط ضحايا. من الملاحظ أن القصف تم من عدة جهات، وباستخدام أسلحة مختلفة كالهاون والغراد وصواريخ IRAM.
أصابت صواريخ IRAM من نوع جولان، بحسب شهود عيان وإعلاميين في اليادودة، وصوراً وفيديوهات لصاروخ لم ينفجر حصل عليها فريق التحقيق، منزلين لمدنيين. يعود المنزل الأول للسيد أحمد راكان الزعبي، وقتل في القصف ثلاثة من أطفاله، بينما يعود المنزل الثاني للسيد إبراهيم عبد الرحمن الزعبي والذي فقد زوجته وطفله في القصف.
القصف على منزل أحمد راكان الزعبي
في الساعة 13:58 نشرت قناة تجمع أحرار حوران على تلغرام خبرًا عن استهداف اليادودة بصاروخ فيل، ثم نُشر خبر آخر في الساعة 13:52 عن استهداف آخر ووقوع ضحايا مدنيين. إضافة إلى ذلك؛ نشر حساب نبيل عثمان على تويتر تغريدة تحدثت عن قصف اليادودة وسقوط مدنيين فيها بصاروخ فيل عند الساعة 14:52. كما نشر حساب أبو ميس بديوي على فيسبوك خبراً عن استهداف اليادودة وسقوط مدنيين فيها جراء قصفها بصواريخ فيل. في الساعة 15:14، نشرت شبكة نبأ الإخبارية خبرًا مرفقاً بصورة عن استهداف اليادودة، وتعذر استخراج ثلاثة أطفال عالقين تحت الأنقاض جراء القصف. تتالت بعدها الإبلاغات والصور والفيديوهات عن استخراج جثث القتلى والدمار الحاصل في المكان.
لقطات شاشة تظهر أوائل البلاغات عن القصف على بلدة اليادودة من قبل قناة تجمع أحرار حوران على تلغرام
حصل فريق الأرشيف السوري على صور أصلية ومقاطع فيديو، تتطابق مع ما نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، من بينها مقاطع ملتقطة عقب القصف على منزل أحمد الزعبي مباشرة أثناء عمليات انتشال الضحايا الأطفال من تحت الأنقاض، بتحليل البيانات الوصفية تمكن الأرشيف السوري من التحقق من توقيت وقوع الحادثة الساعة 13:14:05 ظهر 29 يوليو 2021.
يقول شهود عيان تم التواصل معهم إن صاروخ فيل سقط على منزل أحمد الزعبي مباشرة ما أدى إلى دماره بشكل كامل، وهو بناء طابقي، ما يدل على حجم وقوة القصف، وتوافقه مع ما يتركه صاروخ جولان من أثر دمار كبير، يخالف بذلك راجمات الصواريخ وقذائف الهاون.
تظهر فيديوهات وصور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وفيديوهات خاصة سقوط الأسقف والجدران بالكامل على الأرض ، إضافة إلى مكان المنزل المهدم بالكامل. تتطابق صور الضحايا مع صور نشرت لهم قبل مقتلهم في وسائل التواصل الاجتماعي، وتؤكد البيانات الوصفية للفيديو تاريخ القصف ووقته.
تحديد الموقع الجغرافي لمنزل أحمد راكان الزعبي في اليادودة، يظهر السهم الأصفر اتجاه اختراق الصاروخ للمنزل
تظهر الصورة جهة مقدمة المنزل نحو الجهة الجنوبية، ولم يستطع فريق الأرشيف تحديد مكان سقوط الصاروخ بدقة، وذلك لسقوطه، بحسب إفادات الشهود، داخل المنزل مباشرة. لكن تهدم الجدران الأمامية في الواجهة الجنوبية الغربية بالكامل والتصاقها بسطح الأرض، مع تهدم من الجهة الشرقية وبقاء الأعمدة شبه قائمة في الطابق الأول، يشير إلى احتمالية قصفه من الجهة الجنوبية الغربية.
{
يؤكد ناشطون وشهود عيان رؤيتهم لقوات النظام خلال عمليات الإطلاق من الجهة الجنوبية الغربية التي أكدوا على إحداثياتها، نظراً للمسافة القريبة، نحو 2 كم، التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة لغياب التضاريس التي تعيق الرؤية. لا يمكن تأكيد هذه الادعاءات بشكل أكبر في هذا الوقت.
{
القصف على منزل إبراهيم الزعبي
مقطع فيديو حصل عليه فريق التحقيقات يظهر الدمار في منزل إبراهيم الزعبي
يظهر فيديو آخر، الصاروخ الثاني الذي أصاب منزل إبراهيم الزعبي، وتسبّب في مقتل زوجته وابنه. قام فريق التحقيق في الأرشيف السوري بتحديد المكان وفقاً لصور جوية التقطت عام 2018 للمكان، وفيديوهات وصور حصل عليها الأرشيف السوري، إضافة إلى فيديوهات وصور متداولة للقصف نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
تحديد الموقع الجغرافي لمنزل ابراهيم الزعبي في اليادودة، يظهر السهم الأصفر اتجاه دخول الصاروخ من الشمال الغربي
تطابق البيانات الوصفية في الفيديوهات تاريخ ووقت القصف على المكان ، كما أظهرت مقاطع فيديو وصور على وسائل التواصل الاجتماعي، وفيديوهات وصور خاصة حصل عليها الأرشيف السوري استهداف زاوية منزل إبراهيم الزعبي من الجهة الشمالية الغربية، والفجوة التي أحدثها الصاروخ ما يؤكد إطلاقه من الجهة الشمالية الغربية.
الدمار الناجم عن القصف
بالإضافة إلى 5 ضحايا من النساء والأطفال؛ تسبب القصف المتعدد على بلدة اليادودة بدمار عدة منازل بشكل كليّ أو جزئي. حدّد الأرشيف السوري مواقع التأثير جميعها، وحصل على صور ومقاطع فيديو تظهر الدمار فيها.
صور حصل عليها فريق التحقيقات تظهر الدمار الذي تسببّ به القصف على اليادودة في منازل المدنيين والبنى التحتية المدنية
الضحايا في القصف على منزلين مدنيين
قتل خمسة أشخاص في بلدة اليادودة يوم 29 يوليو 2021، بينهم ثلاثة أطفال من عائلة واحدة في استهداف منزل أحمد الزعبي، وامرأة وابنها في استهداف منزل إبراهيم الزعبي. تم التأكد ومطابقة صورهم مع صور قديمة للأطفال، ومطابقة اسم المرأة من خلال تواصل الفريق مع إعلاميين ونشطاء في البلدة. وهم:
- نهلة فايز ناصر الزعبي (زوجة إبراهيم الزعبي)
- حمزة إبراهيم الزعبي
- براء أحمد ركان الزعبي
- محمد أحمد ركان الزعبي
- ريتاج أحمد ركان الزعبي
السلاح المستخدم
توضح الروابط السابقة استهداف منطقة اليادودة بصواريخ (IRAM (Improvised Rocket Assisted Munition من نوع جولان، والتي قد يطلق عليها محلياً تسمية صاروخ فيل، وحصل فريق الأرشيف السوري على صور وفيديوهات لصاروخ لم ينفجر تم تحديد نوعه وجهة سقوطه بواسطة فريق التحقيق تبيّن أنه صاروخ فيIRAM المطور محلياً.
حصل الأرشيف السوري على الصور أدناه من مصادر خاصة وتظهر أحد الصواريخ المعدلة محلياً IRAM من نوع جولان، حيث استهدف بلدة اليادودة دون أن ينفجر.
صور تظهر صاروخًا لم ينفجر قُصف على بلدة اليادودة في 29 يوليو 2021
ولتحديد نوع السلاح المستخدم، قام فريق التحقيق بجمع وتحليل بعض من صور تلك الصواريخ المعدلة محلياً IRAM، والتي استخدمت بداية من قبل الحكومة السورية واستخدمتها لاحقاً فصائل من المعارضة.
أظهر عدد من الصور عُثر عليها عبر الإنترنت صواريخ IRAMs تتطابق في الشكل والهيكل مع صواريخ جولان وفقًا لـ Armament Research Services (ARES) و Global Public Policy Institute (GPPI). إضافة إلى العديد من السمات؛ تتميز هذه الذخائر بوجود فتيئلين واضحين في قاعدة رأس الصاروخ. يظهر هذان الفتيلان في الرسوم البيانية التي نشرها الباحثون في ARES و GPPI وكذلك في صور الذخيرة غير المنفجرة في اليادودة. إضافة إلى ذلك، تُظهر الصور التي حصل عليها الأرشيف السوري وتلك التي عُثر عليها من مصادر على الإنترنت الذيل المميز لصاروخ جولان. يتضمن الذيل زعانف متصلة بأسطوانة الصاروخ ولوحة معدنية سفلية، مكونة شكل نصف أسطوانة. يتطابق هذا مع المخططات والصور المنشورة من ARES و GPPI لصاروخ جولان.
مقارنة بين الرسوم البيانية المنشورة من ARES و GPPI مع الصور التي حصل عليها فريق التحقيقات لذخيرة غير منفجرة سقطت في اليادودة خلال هجوم 29 يوليو 2021.
إلى اليسار صورة نشرتها صفحة الموسوعة العسكرية السورية على فيسبوك لصاروخ جولان. إلى اليمين صورة حصل عليها الأرشيف السوري للذخيرة غير المنفجرة التي سقطت في اليادودة.
إضافة إلى ذلك، طابق الأرشيف السوري لقطات من مقاطع فيديو تظهر راجمات صواريخ بالقرب من اليادودة يوم الهجوم مع صور راجمات صواريخ جولان التي كان الجيش السوري يستخدمها سابقًا. نشرت صفحة الموسوعة العسكرية السورية ألبومًا بعنوان الجيش السوري – الراجمات الصاروخية والصواريخ الباليستية يتضمن عددًا من الصور لمنصات إطلاق صواريخ جولان التابعة للحكومة السورية، من بينها على وجه التحديد صورة يُزعم أنها تُظهر عيارين من صواريخ جولان.
صور لراجمات صواريخ جولان, إلى اليسار صورة نشرتها صفحة الموسوعة العسكرية السورية على فيسبوك. إلى اليمين لقطة شاشة من مقطع فيديو تم التحقق منه بواسطة الأرشيف السوري يُظهر إطلاق صواريخ باتجاه اليادودة في 29 يوليو.
أظهر مقطع فيديو تم التحقق منه من قبل الأرشيف السوري – إطلاق الجيش السوري صواريخ باتجاه اليادودة في 29 يوليو 2021، وتظهر في مقطع الفيديو راجمة صواريخ تتطابق مع الصور المنشورة على الإنترنت لراجمات صواريخ جولان. من خلال مقارنة صور راجمات جولان 250 و جولان 400 -الأكبر حجمًا-، وجد الأرشيف السوري أن الذخيرة غير المنفجرة كانت على الأرجح من نوع جولان 250، إلا أن صاروخ جولان 400 قد يكون استُخدم أيضًا خلال الهجمات على اليادودة. إضافة إلى ذلك، وفقًا لكل من ARES و GPPI فإنّ صواريخ جولان تُستخدم بشكل متكرّر من قبل الفرقة الرابعة للجيش السوري، المسؤول المحتمل عن القصف على اليادودة.
جهة القصف والأطراف المسؤولة المحتملة
من خلال إفادات الشهود والتحقق من عدد من مقاطع الفيديو، تمكن الأرشيف السوري من التعرف على نقاط عسكرية متعددة ضمن دائرة نصف قطرها 3 كيلومترات من اليادودة قد تكون مصدرًا للقصف الذي أصاب البلدة.
النقطة العسكرية 1A
أفاد شهود عيان للأرشيف السوري أن نقطة عسكرية وحقل رماية تابعين لقوات الحكومة السورية يقعان في الحقول بالقرب من محطة لتحلية المياه على بعد كيلومترين جنوب غرب وسط البلدة. ووفقًا لشهود عيان، فإن الحقول تحتوي على راجمات أسلحة مختلفة، بما في ذلك صواريخ IRAM من نوع جولان -المعروفة محليًا بالفيل-. وأفاد ناشطون أن قوات تابعة للفرقة الرابعة وميليشيات تابعة لها، وكذلك حزب الله اللبناني تتمركز في هذه النقاط. كما نُشرت عدة خرائط على تويتر، تعذّر على الأرشيف السوري التحقق منها، تظهر التوزيع المحتمل لقوات الحكومة السورية حول درعا واليادودة مؤكّدة إفادات الشهود.
النقطة العسكرية 2B
ظهرت نقطة عسكرية أخرى في مقاطع فيديو نُشرت على الإنترنت تظهر قصف بلدات درعا. وعلى وجه التحديد من بينها ما نشرته صفحة رجال الفرقة الرابعة #قوات الغيث على فيسبوك للقصف على بلدات درعا بعد يوم من الهجوم. توصّل الأرشيف السوري أن الفيديو التُقط في نقطة عسكرية على بعد حوالي 2.8 كيلومتر جنوب شرقي اليادودة.
تحديد الموقع الجغرافي لنقطة عسكرية للحكومة السورية جنوب شرقي بلدة اليادودة
النقطة العسكرية 3C
إضافة إلى ذلك، تمكن فريق التحقيقات من تحديد الموقع الجغرافي الظاهر في مقطع فيديو يُظهر القصف من قبل القوات الحكومية، والذي تبين أنه يقع شمال بلدة اليادودة على بعد 2 كم عن مركز البلدة.
النقطة العسكرية 4D
وأضافت مصادر الأرشيف السوري عن وجود نقطة عسكرية في منطقة تدعى محطة السلام، تقع على بعد كيلومترين شمالي غرب اليادودة. وهو ما ذكر أحد المصادر أنه تجمع آليات للفرقة الرابعة.
تُظهر صور القمر الصناعي لهذا الموقع مجموعة من المركبات العسكرية ، مما يشير إلى نقطة عسكرية محتملة.
تقع هذه النقاط في دائرة نصف قطرها 3 كم عن اليادودة، الأمر الذي يتناسب مع مدى صاروخ IRAM القصير (من 2 إلى 4 كم). عند مقارنة الأضرار التي لحقت بنقاط محددة أصيبت في اليادودة بالمواقع الجغرافية لنقاط الإطلاق التي تم التعرف عليها؛ تمكن الأرشيف السوري من تقدير النقاط العسكرية التي يحتمل أن تكون مسؤولة عن هجمات محددة على اليادودة في 29 يوليو.
بالنظر إلى المدى المحدود للذخائر، فإن القصف الذي أصاب النقطتين الجنوبيتين A و B في الساعة 09:30 ، الموضّحتين في الخريطة، جاء على الأرجح من الجنوب الشرقي، من محيط النقطة العسكرية 2B. أما القصف الذي أصاب منزل الزعبي – النقطة 2 على الخريطة – حوالي الساعة 14:00، فقد ألحق أضرارًا جسيمة بالزاوية الشمالية والغربية للمنزل – مما يشير إلى أن اتجاه إطلاق الذخيرة كان من الغرب – على الأرجح جاء من تجمع المركبات العسكرية شمال غرب اليادودة من محيط النقطة العسكرية 4D. أخيرًا، بالنظر لدمار المنزل من جهته الجنوبية الغربية، فإن الصواريخ التي أصابت منزل أحمد راكان الزعبي حوالي الساعة 13:15، النقطة 1 على الخريطة، جاءت على الأرجح من الحقول الواقعة جنوب غرب اليادودة، النقطة العسكرية 1A.
الأطراف المشاركة في الحملة العسكرية على درعا
الفرقة الخامسة عشر قوات خاصة
تأسست الفرقة 15 في الجيش السوري بداية تسعينات القرن الماضي، مقرها محافظة السويداء، وهي متخصصة في المشاة الخفيفة.
تتكون الفرقة منذ تأسيسها من أربعة أفواج، ومنذ بداية 2011، شاركت ثلاثة أفواج منها ضد الحراك السوري وتم نقلها إلى مدينة حمص.
كان يرأسها حتى العام 2013 اللواء محي الدين منصور. قبل أن يترأسها اللواء علي أسعد المسؤول عن العديد من الانتهاكات في درعا والسويداء حتى العام 2020.
وشاركت الفرقة الخامسة عشر في الاقتحامات والمعارك على محافظة درعا، حتى المصالحة في العام 2018.
والأسعد من مواليد طرطوس التحق بالفرقة الخامسة عشر منذ العام 2011، قبل أن يصبح قائداً للفيلق الأول عام 2020، ويتسلم اللواء عيسى سليمان من مدينة حمص قيادة الفرقة.
صورة نشرها حساب نذير العقيل على فيسبوك تظهر من ادعى أنهم عناصر من الفرقة 15 في درعا
تحديد الموقع الجغرافي لصورة تظهر من ادعى أنهم عناصر من الفرقة 15 في درعا
وفي أحداث درعا الأخيرة، خلال الشهرين الماضيين، كان للفرقة الخامسة عشر حضور داخل المدينة، وشاركت في الحصار والمعارك في عدة مناطق من المحافظة. ووثقت صفحات موالية مقتل جنود تابعين للفرقة 15 في درعا خلال المعارك. تأكد الأرشيف السوري من مقتل وصور ووجود العديد من الأسماء التي نشرت في وسائل الإعلام المتاحة داخل محافظة درعا.
الفرقة الرابعة
توصف الفرقة الرابعة بأنها أهم مكونات الجيش العربي السوري، تأسست على يد رفعت الأسد، ويزيد عدد مقاتليها عن 15 ألف جندي، مقرها بمحيط حي المهاجرين في العاصمة دمشق. ويقودها اليوم ماهر الأسد شقيق بشار الأسد. وتعد من أفضل فرق الجيش السوري تسليحاً. وتمتد على مساحة 91 كيلو مترا مربعاً وتضم عدة مستودعات جبلية، مدخلها الرئيسي في قرية الحرجلة.
شاركت الفرقة الرابعة في المعارك ضد السوريين في مختلف المحافظات منذ العام 2011، وينسب لها العديد من المجازر المرتكبة بحق المدنيين. كان آخرها في معارك درعا الأخيرة. إذ تظهر فيديوهات وجود الفرقة الرابعة وميليشيات تابعة لها داخل المحافظة، ومشاركتها في القتال، والتعزيزات التي وصلت إلى درعا. أهمها قوات الغيث.
صورة تظهر العميد غياث دلا رفقة عناصر من الفرقة الرابعة في درعا وفقًا لصفحة الفرقة الرابعة درع الوطن على فيسبوك
قوات الغيث
تشكلت قوات الغيث من عناصر يتبعون للفرقة الرابعة، وسميت بذلك الاسم نسبة إلى قائدها العميد غياث دلا وتضم في صفوفها عناصر من الفرقة الرابعة، ومن يتم تجنيدهم من السوريين، إضافات لميليشيات إيرانية و عراقية ولبنانية.
أظهرت صور ومقاطع فيديو ضمن التحقيق العميد غياث دلا داخل محافظة درعا، إذ يقوم بقيادة المعارك هناك، رفقة عناصر من عدة ألوية وميليشيات إيرانية وأفغانية.
الحرس القومي العربي
ميليشيات متطوعة تعمل في سوريا، وتضم عناصر من عدة دول عربية تتبنى إيدلوجيا قومية عربية. تشكل أواخر العام 2013، ويتألف من أربع كتائب، هي كتيبة وديع حداد، حيدر العاملي، محمد البراهمي، جول جمال، يقوده أسعد حمود الملقب بـ “الحاج ذو الفقار”، ويوجد مكتبه الإعلامي في جنوب لبنان.
أظهرت صور حصل عليها فريق التحقيق وجود عناصر تابعة للحرس القومي العربي داخل محافظة درعا، وقام فريق التحقيق بالتأكد منها، وتحديد إحداثيات المكان التي وجدت فيه. على حائط سور الجمارك في الصورة الأولى، وبالقرب من مدرسة ضاحية اليرموك في الصورة الثانية. تحقق فريق التحقيق بالتأكد من المعالم البارزة في الصورتين، وتأكيد تصويرهما في محافظة درعا، وهو ما يؤكد وجود عناصر تابعة للحرس القومي العربي داخل محافظة درعا خلافًا لما ادعى قائد الحرس أسعد حمود بنفيه وجود عناصر تابعة للحرس داخل درعا، خلال مقابلة له مع صحيفة القدس العربي.
وأظهر البحث العكسي للصور، وجود صورة لأحد عناصر الحرس في درعا، خلال معارك مخيم اليرموك في دمشق عام 2018.
لواء فاطميون
تأسس اللواء عام 2013، على يد علي توسلي، وهو أبرز الميليشيات العاملة بإمرة القوات الإيرانية في سوريا، جميع مقاتليه من شيعة أفغانستان، تدربوا على يد الحرس الثوري الإيراني وظهر قادتهم في بعض الصور مع قاداته، وصلى على مقاتلين منهم قاسم سليماني، وشاركوا في معارك درعا وحلب وحماه وريف حمص.
صورة تظهر أحد عناصر لواء فاطميّون في درعا وفقًا لوكالة نبأ الإخبارية
وأظهرت تقارير وصور وجود عناصر من لواء فاطميون داخل درعا خلال المعارك الأخيرة. نتيجة لمحدودية المواد المتوفرة تعذر على الأرشيف السوري التحقق من الادعاءات حول مشاركة لواء فاطميون في معارك درعا الأخيرة.
كتيبة الرضوان
تأسست الكتيبة عام 2008، بعد مقتل عماد مغنية المعروف بالحاج رضوان، وهي إحدى الكتائب التابعة لحزب الله اللبناني.
وتحدثت تقارير إخبارية تعذر على الارشيف السوري التحقق منه عن اشتراك كتيبة الرضوان في معارك درعا الأخيرة، بعد وصول رتل منها يضم عشرات العناصر وسيارات الدفع الرباعي والأسلحة الرشاشة. نتيجة لمحدودية المواد المتوفرة تعذر على الأرشيف السوري التحقق من الادعاءات حول مشاركة كتيبة الرضوان في معارك درعا الأخيرة
مجموعة أبو تراب
أظهرت صور من محافظة درعا عناصر تابعة لمجموعة الحاج أبو تراب يشاركون في معارك درعا، منهم قائد المجموعة اللبناني الجنسية مهدي عواضة (أبو تراب) ورامي حربا، إضافة لساري خالد الياسين من مدينة زاكيه ريف دمشق والذي قتل في معارك درعا.
صورة تظهر مهدي أبو تراب في درعا وفقًا لوكالة نبأ الإخبارية
وأظهرت صور لأبي تراب وجوده بالقرب من غياث دلا قائد قوات الغيث، في معارك درعا، بحسب تقارير إخبارية.
وتظهر صور وفيديوهات مهدي عواضة رفقة السفير الإيراني في دمشق، كذلك مع قيادات عسكرية، إضافة لفيديو يظهر اشتراكه في القتال داخل مدينة درعا وإطلاق النار عبر سلاح آلي.
لواء أسود العراق
أظهرت صور وفيديوهات مشاركة لواء أسود العراق في معارك درعا الأخيرة، من بينهم قائد اللواء فؤاد النداوي وأبو علي صقر إضافة للقيادي سيد بهاء الحيالي الذي قتل في درعا. وينضوي اللواء تحت قيادة قوات الغيث في درعا ويشارك في الحصار والقتال فيها.
صورة تظهر أبو علي صقر في درعا وفقًا لصفحة تجمع أحرار حوران على فيسبوك
وكان سيد بهاء الحيالي قد نشر في صفحته على فيسبوك مقطع فيديو تحت عنوان قادمون يا درعا يظهر تعزيزات عسكرية في المحافظة، ويظهر الحيالي في فيديو نشره ابن أخيه في السابع من أغسطس /آب الماضي، رفقة العميد غياث دلا وقيادات عسكرية أخرى. إضافة لصور مع جنود روسيين في درعا.
صورة تظهر سيد بهاء الحيالي بالزي العسكري إلى جانب جنود روس نشرتها صفحة نبأ على فيسبوك
والحيالي، بحسب صورة شاهدة قبره، من مواليد 1977، وهو عراقي الجنسية من الموصل، دفن في مقبرة السيدة زينب بدمشق، بعد مقتله في 6 آب/ أغسطس الماضي في محافظة درعا. نعاه اخوه في 10 آب/ اغسطس
اللواء 16 اقتحام
تشكل من قبل روسيا في تموز 2020، وسلمت قيادته للعميد الركن صالح العبد الله، في منطقة تل الجراد بالقرب من مصياف بريف حماه الغربي، وجهزته بالمجنزرات والآليات العسكرية من قاعدة حميميم، إضافة لعربات المدفعية والشيلكا من فرق عسكرية أخرى، وأنشأت له ثلاث معسكرات في ريف مصياف.
والعميد صالح من مواليد صافيتا في طرطوس، اشترك في اقتحام المسجد العمري بدرعا بداية العام 2011، واقتحامات أخرى في المحافظة قبل أن ينقل إلى مدينة حماه لإخماد الاحتجاجات داخلها، ويتهم بارتكاب العديد من المجازر.
صورة تظهر مقاتلين من اللواء 16 اقتحام وفقًا لوكالة نبأ الإخبارية
تظهر صور وفيديوهات مشاركة اللواء 16 اقتحام في معارك درعا الأخيرة، ويظهر مقطع فيديو تعزيزات كبيرة من اللواء في طريقها إلى درعا، كما يظهر فيه مرافقة مركبة عسكرية روسية لرتل عسكري تابع للواء، ويتلقى اللواء دعمه من روسيا، وكانت الأخيرة قد كرمت قائده الصالح في شباط الماضي. ويظهر مقطع فيديو آخر عمليات عسكرية للواء خلال معارك درعا الأخيرة.
خاتمة
من خلال المعلومات المفصّلة أعلاه؛ استطاع الأرشيف السوري التأكيد على أن قصفًا صاروخيًا متتاليًا ومتعدد الأسلحة استهدف بلدة اليادودة في محافظة درعا يوم 29 يوليو 2021، تسبب القصف على 15 نقطة في البلدة في دمار منازل سكنية مدنية إضافة إلى مقتل 5 أشخاص من عائلتَين بينهم 3 أطفال وشاب وامرأة. بالنظر إلى محدودية التحقيقات فإن الأرشيف السوري غير قادر على تحديد الجهة المسؤولة عن هذه الضربة بشكل قاطع؛ رغم أن المعلومات مفتوحة المصدر والمواد والشهادات التي حصل عليها الأرشيف السوري تشير إلى الفرقة الرابعة التابعة لقوات الحكومة السورية كمسؤول محتمل عن هذه الحادثة.