روسيا تبعث بضابط عسكري إلى درعا لتجنيد مقاتلين إلى ليبيا
بعض قادة المجموعات المسلحة وافقوا على العرض الروسي وتعهدوا بالعمل على تجنيد مقاتلين للقتال في ليبيا
باسل الغزاوي، أحمد طينة
زار الضابط الروسي “أليكسندر زورين” محافظة درعا مؤخراً قادماً من موسكو، في مهمة غير اعتيادية، حاملاً معه عدد من المشاريع والملفات أبرزها العمل على تجنيد مقاتلين من أبناء المحافظة، للقتال إلى جانب حليفهم في ليبيا الضابط المتقاعد “خليفة حفتر” ضد قوات حكومة الوفاق الليبية.
وحسب ما أفاد به مصدر مطّلع لمؤسسة نبأ الإعلامية، فإن زورين عقد عدد من الاجتماعات مع قادة المجموعات المسلحة المنضمة للنظام في مناطق بدرعا، كان في مقدمتها مع “أحمد العودة” قائد قوات شباب السنة التابعة للفيلق الخامس “المدعوم روسياً” في مدينة بصرى الشام شرق درعا، الذي استبعد إمكانية الموافقة على العرض الروسي بإرسال عناصره إلى ليبيا.
المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، قدّم معلومات حول اجتماع مماثل ضم ضابط روسي مندوب عن زورين مع قادة وممثلين عن بعض المجموعات المسلحة بدرعا، بتنسيق مع رئيس فرع الأمن العسكري العقيد “لؤي العلي” في مكتب قيادة الفرع بمدينة درعا قبل نحو أسبوع، طرح خلاله الروسي العرض ذاته بإرسال مقاتلين إلى ليبيا، مقابل ميّزات عدة تُمنح للعنصر وبعقود تمتد بين شهر وثلاثة أشهر.
وأشار المصدر، إلى أن بعض قادة المجموعات وهم “عارف الجهماني – وسيم الزرقان – علاء اللبّاد” وافقوا على العرض الروسي وتعهدوا بالعمل على تجنيد من يرغب بذلك، في حين لم يبدي بعض الحضور موافقته أو رفضه لذلك ومن بينهم “عماد أبو زريق – مصطفى المسالمة”.
وخلال الاجتماع، تحدث الروسي عن تجربة العناصر الشيشان المتعاقدين مع روسيا والذين يتم إرسالهم إلى سوريا ودول أخرى، محاولاً تشبيه ذلك بما تعمل عليه روسيا من خلال إرسال العناصر السوريين إلى ليبيا كمرتزقة.
وأضاف المصدر، أن العقيد لؤي العلي تحدث عن ميّزات سوف تُمنح لكل عنصر يذهب إلى ليبيا، أبرزها راتب شهري يصل إلى حد ألف دولار، إضافة إلى تبييض سجلّه الأمني ومنحه جواز سفر وإن كان من المنشقين أو أحد المطلوبين للأفرع الأمنية.
وكانت فعاليات مدنية وعسكرية في محافظة درعا، أصدرت بيان حصلت مؤسسة نبأ على نسخة منه، استنكرت فيه مساعي روسيا لتجنيد مقاتلين من درعا وإرسالهم للقتال في ليبيا، وحذّرت متزعمي المجموعات المنضمة للنظام من تجنيد الشباب وزجّهم في معارك ليُلاقوا مصيرهم “الموت المحتم” على حدِّ وصفهم.
وتسعى روسيا بشكل رسمي وعبر وكلائها في السويداء والقنيطرة، إلى تجنيد مقاتلين في ميليشيات تُشرف عليها مؤسسة “فاغنر” الروسية، لإرسالهم إلى ليبيا، وأكدت مصادر إعلامية أن بعض الوكلاء نجحوا في تجنيد العشرات من أبناء المحافظتين للقتال في ليبيا.
وكانت وكالة الأنباء الإيطالية “آنسا”، نشرت في آذار/ مارس الفائت، أن مجموعات عسكرية روسية غير نظامية تُسمى “فاغنر”، تعمل على تجنيد مئات المدنيين وعناصر ميليشيات في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في سوريا، لإرسالهم للقتال في صفوف قوات خليفة حفتر في ليبيا.
وفي آب/ أغسطس عام 2018، سيطرت قوات النظام مدعومة من روسيا على محافظتي درعا والقنيطرة، بعد معارك ومفاوضات استمرت قرابة شهر، خضعت خلالها معظم فصائل المعارضة لاتفاق التسوية، وخرج قسم منهم عبر قوافل التهجير إلى الشمال السوري.