نبأ تكشف بالصور مقرات عسكرية ومراكز تجسس لحزب الله جنوب سوريا
موسى الأحمد، جواد المسالمة/ نبأ
سعت ميليشيا “حزب الله” اللبناني منذ سيطرة النظام على جنوب سوريا قبل عامين، إلى تثبيت موطئ قدم لها بدرعا وخاصة في المناطق القريبة من الحدود الأردنية والتي تعتبر بوابة سوريا نحو الخليج العربي ذي البعد الاستراتيجي في سياسات طهران الخارجية وطموحاتها في التمدد والسيطرة على المنطقة.
مدينة درعا من بين المناطق التي تغلغل فيها حزب الله تحت غطاء الفرقة الرابعة التي يقودها “ماهر الأسد” شقيق رئيس النظام، وبتسهيل من أجهزة النظام الأمنية معتمدتاً على مجموعات المتطوعين من أبناء المدينة، إذ تشير المعلومات الواردة من الجنوب أن الأولى حولت العديد من المراكز “الحكومية والخدمية” إلى مقرات عسكرية ومركز تجنيد يدير عبرها مهماته في المنطقة.
اعتمد حزب الله في عملياته لتجنيد مجموعات من أبناء الجنوب السوري على الشبان من المذهب الشيعي والمُتشيعين منذ فترات طويلة، وتشير المعلومات التي جمعتها نبأ، أن الحزب اتبع أسلوبين في تطويع شبان المنطقة، أولهما عن طريق عقود رسمية يتولى أصحابها تجنيد المتطوعين الجدد بمهام ونقاط عمل محددة، أما الثاني يتمثل بإبرام عقود محدودة زمنياً بين المتطوعين وأحد مسؤولي الحزب، يتلقى من خلاله الأول راتب شهري مقابل العمل على الحراسة والتعبئة العسكرية.
المواقع والنقاط العسكرية
إلى جانب مركز التجنيد أسس حزب الله العديد من المواقع العسكرية ومستودعات التسليح في مدينة درعا ومحيطها ومعظمها تقع على طرق “استراتيجية”.
من أهم المواقع العسكرية لميليشيا حزب الله اللبناني، شارع هنانو وسط ومدينة درعا، وبناء “عللوه” و”الحياة الطبي” في حي المشفى الوطني بدرعا المحطة، حيث تتمركز مجموعاته في هذه المناطق تحت غطاء الفرقة الرابعة.
تسيطر مجموعات حزب الله أيضًا على أحد الأبنية في شارع الشهداء إذ يمنع الدخول والخروج إلى تلك المنطقة باستثناء العناصر العاملين في ذلك الموقع، والمسؤول عنه شخص يدعى “حيدرة” إلى جانب قيادي آخر معروف بـ “أبو علي”، وهناك مقر في منطقة الضاحية المعروفة بضاحية اليرموك.
كذلك تتشارك مجموعات من المتطوعين والمتعاقدين مع حزب الله وعناصر الفرقة الرابعة السيطرة على الحواجز والمقرات في المنطقة الصناعية بمركز المدينة.
معلومات نبأ تشير إلى أن حزب الله يتخذ العديد من الأبنية في حي سجنة كمواقع عسكرية لميليشياته، إلى جانب تأسيس مراكز للتجسس على المنطقة الحدودية مع الأردن، إذ وضع جهاز إشارة على سطح أحد المباني لاعتراض الاتصالات، ويولي الحزب هذه المنطقة أهمية بالغة لأنها أقرب نقطة إلى الحدود الأردنية استطاع الوصول إليها.
محطة التحلية المجاورة للحي، تحولت أيضاً إلى مقر عمليات وتنسيق بين الحزب ومكتب أمن الفرقة الرابعة، وحالياً تعمل ميليشيات الأول على تحصين المنطقة الممتدة من حي سجنة وصولاً إلى قرية خراب الشحم بريف درعا الغربي، إلى جانب تجهيز التلال المحيطة بالموقع لتكون نقاط عسكرية تحكم من خلالها الطرقات القريبة، حيث تتيح هذه التلال التغطية النارية لمسافة 30 كيلو متر في محيط خراب الشحم، إلى جانب تجهيز خنادق وغرف تحت الأرض مدعومة بخرسانات إسمنتية وبلوكوسات.
وفي محيط محطة التحلية يوجد مزرعة يستخدمها حزب الله لإدارة خلايا الاغتيالات التابعة للحزب ويتردد على الموقع كلًا من المدعو ” الحج منير” و”الحج أبو حسين” و”الحج مرتضى الحسين” إلى جانب مسؤول الدعم اللوجستي بمكتب أمن الفرقة الرابعة المقدم “محمد العيسى” ومسؤول المكتب الأمني في الفرقة بمحافظة درعا المقدم “أحمد ناصيف خير بيك”.
مراكز “حزب الله” للتجنيد في مدينة درعا
يُعتبر قبو مدرسة المتفوقين في حي السبيل والذي يديره “علاء عبد النور المسالمة” أحد أبرز مراكز إدارة عمليات التجنيد لميليشيا حزب الله اللبناني في مدينة درعا، حيث انخرط المسالمة في صفوف المجموعات الموالية لطهران منذ عام 2016 ليعمل مع مجموعات للجان الشعبية واللواء 313 المدعوم إيرانيًا، أما عقب تسوية الجنوب في آب عام 2018 عُين المسالمة مسؤول التجنيد في الميليشيا وأصبحت مهمته استقبال طلبات الراغبين بالانتساب إلى المجموعات الموالية لإيران وتوزيع الرواتب إلى جانب حث شباب المدينة للتطوع في صفوف الحزب وإرسال ملفات المنتسبين إلى مركز التجنيد الرئيسي.
المركز الرئيسي للميليشيا داخل مدينة درعا هو مبنى الأنشطة التابع لوزارة التربية والتعليم في حكومة النظام والذي كان يُعنى بتنظيم برامج أنشطة للأطفال مثل الموسيقى والرسم وغيرها، ويتم استخدام قبو المبنى كمكتب سري لمتابعة عمليات التجنيد ومهام أخرى، مثل إجراء مسح سياسي وأمني للراغبين في الانتساب ومعالجة مسألة الرواتب إضافةً إلى إدارة دعم وتمويل الجمعيات الخيرية التابعة لإيران كجمعية البستان والتواصل مع المقر الرئيسي لحزب الله في منطقة بلودان بريف دمشق.
يدير هذا المركز المدعو “رامي أحمد الحديدي” فلسطيني كان يعمل سابقًا في حركة فتح في لبنان قبل أن ينضم إلى صفوف حزب الله اللبناني ومع انطلاق الثورة السورية في عام 2011 فُرز للعمل في مدينة درعا لأنه سكن مخيم اللاجئين الفلسطينيين في المدينة لفترة زمنية.
جميع تلك المقرات العسكرية ومراكز التجنيد والتجسس المدارة من حزب الله اللبناني والمليشيات الإيرانية، تأسست في زمن قياسي بعد الضوء الأخضر الأميركي – الإسرائيلي لروسيا للسيطرة على الجنوب السوري في آب/ أغسطس عام 2018، ما أغرق المنطقة بتشكيلات تتبع إما لروسيا أو إيران التي ترى في الجنوب قاعدة متقدمة لتنفيذ سياساتها فيما يخص تهديد أمن دول الخليج العربي، إضافةً للقرب الجغرافي بين محافظة درعا والجولان المحتل.
جرافيك: محمد المسالمة