التقارير

المنازل المدمرة والغارقة في بحر من النفايات تكدّر عيش أهالي عتمان في درعا.

باسل الغزاوي\ نبأ

لا تختلف مرارة السكن كثيراً في بيتٍ جدرانه مصدّعة بفعل القصف سابقاً عن منزلٍ آخر لم تطاله المدفعية، يقع بالقرب من أحد مكبات النفايات التي تتعذر البلدية عن نقلها من الطرقات في عتمان بريف درعا، فالأول مهدّد بالانهيار أمّا الثاني فهو عرضة لأمراضٍ لا يُحمد عقباها.

بوابة مركز مدينة درعا التي هُجر كلّ ساكنيها بفعل سيطرة النظام عليها في شباط/فبراير 2016 وعاد بعضهم بعد اتفاق التسوية في آب/أغسطس 2018 ،مايزال أكثر من 80 عائلة منهم يعيشون في القرى والبلدات التي تحيطهم بسبب دمار بيوتهم بشكل كامل .

يروي أبو موسى المصري لمؤسسة نبأ الإعلامية دوافع عودته وعائلته التي تتألف من زوجته وأطفاله الثلاث لبيته المدمر جزئياً،
ويبرر أنه غير قادر على تحمل أعباء الأجور التي يصل أعلاها في درعا المحطة ل90 ألف ليرة،
وعن السبب بعدم ترميم المنزل يوضح أن غلاء أسعار مواد البناء تحول دون ذلك، وحتى إن كانت مواد البناء رخيصة ففرصة العمل التي تأمّنُ المال نادرة وإن حصلت على واحدة على شكل يوميات في موسم قطاف الزيتون أو في أحد معامل “البلوك” سوف تكون لقمة العيش أولى من ترميم المنزل.


ويضيف المصري في حديثه مع نبأ،الكثير من المخاطر في هذا البيت المكشوف أبرزها الزواحف والحشرات التي تنتشر في فصل الصيف حتى أن الحشرات تنتشر داخل البلدة بشكل أكبر باعتبارها كانت مهجورة من سكانها منذ أكثر من سنتين بعد أن سيطر النظام عليها،
أما الشتاء فقد قضاه المصري على إشعال المواد البلاستيكية وبعض الملابس المهترئة في المدفأة وصراع مع نوافذ المنزل المفتوحة التي كان يحاول بشكل يومي إغلاقها بالبطانيات والنايلون من الخارج.

حياة مع النفايات.

الحاج محمد عبر ل”نبأ”عن معاناة السكن التي يعيشها بالقول: حاولت الصمود في منزلي أمام القصف لكن لا أعلم إذا كنت سأصمد بعد أن أصبح محاطاً بالنفايات،
وبمرارة يواصل: لا أستطيع الجلوس في شرفة منزلي نتيجة الرائحة الكريهة، حتى الآن لم يتعرض أحد من أفراد أسرتي للمرض بسبب كل هذا الإهمال وآملُ أن لا يحدث ذلك.

ويضيف: خاطبنا البلدية والمحافظ واللجنة المشكلة في البلدة والجواب(لا يوجد إمكانيات ولا ميزانية في البلدية لشراء آلية نقل للنفايات )
فيما يعتبر الحاج محمد الإيجار بأنه همٌ يؤرقهم كعائلة ليس لها أي دخل إلا حوالة شهرية يتكرم بها أحد الأقارب من الخارج.

خدمات شم ولا تذُق !

يتجرع أهالي عتمان كغيرهم من سكان جغرافيا الجنوب السوري معاناة انقطاع المياه التي تعمل لمدة 12 ساعة كل ثلاثة أيام أما الكهرباء تعمل لساعتين وتنقطع لأربع، وبالنسبة للخبز، بعد أن رفض النظام تشغيل فرن البلدة الوحيد، يصل للبلدة ثلاث مرات في الأسبوع عن طريق مندوبين، وتُباع الربطة الواحدة المكونة من 7 خبزات ب125 ليرة، ويكون نصيب كل فرد من العائلة خبزة ونصف يومياً.

القليل من أهالي عتمان وجد ضالته في العمل الشاق كمكابس البلوك والعمل ضمن ورشات قطاف الخضروات، وعن المساعدات المقدمة فهي تصل كل ستة أشهر عن طريق الهلال الأحمر السوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى