من يردم بحيرة الدم في حوران؟| تقرير
شهدت الساحة الحورانية عمليات اغتيال متتالية طيلة السنوات السابقة، لكنها بدت مثيرة أكثر بعد اتفاق التسوية منتصف 2018، أشبه ببحيرة للدماء وكلما انخفض منسوبها سارعت جهات بلا إعلان هويتها للضخ بها مجدداً.
ومع كل عملية اغتيال تتسع الفجوة ونقترب من مضخات جديدة تصب “بانزينها” على النار المشتعلة، فتكثر التأويلات، وتغلي الدماء، والمستفيد يذكي المشهد بأدواته، واغرب ما في عمليات الاغتيال الأخيرة غياب واضح لاتهام قوات الأسد وحلفائه بأيّ منها، وإن سارعت صفحات “فيس بوكية” للاستفادة والدعوة لوجوب “السحق”
ينذر الصحفي “سامر المسالمة” أحد أبناء المدينة في قراءته للمشهد المتداخل “الإشكالية الواحدة، ولدت إشكاليات متداخلة، ككرة الصوف، لكن عموما نظام الأسد، لن يستطيع على المدى القريب تنفيذ ما يهدد به من إعادة حوران فعليا لقبضته”.
لافتاً إلى أن: “المؤشرات الدالة لا تعطي النتيجة المرجوة من النظام، وهذه الرسالة أعتقد أنه فهمها وسيعمل عليها، إذ لا طاقة لنظام متهالك قول أو فرض ما يريد، أمام قوى بحجم روسيا وإيران وإسرائيل والأردن وحلفائه، أما على المدى المتوسط والبعيد”.
مضيفاً: “أخشى أن تكون “حوران” مقبلة على بحر من الدم، إذا ما تأخر إنقاذها، وتنفيذ المطالب بدءاً من المعتقلين والتسويات وبنودها واستحقاقاتها المحلية والدولية، وصولاً لتبريد الجبهات الشمالية والشرقية، باعتبار أصل ومطالب الثورة واحدا”.
ويشير المسالمة إلى أنه بمتابعته الحثيثة لواقع الحال جنوباً “هناك تململ، وسخط والناس في حالة استيعاب لصدمة السقوط، أو كما أرادوا تسميتها بـ”التسوية”، لكن عودة التوتر على مصراعيه تحضر كل يوم عشية أية مواقف بين القوى المتصارعة وبينها يكتوي الناس بنيرانها، ويزفون أولادهم عائدين من جبهات القتال”.
خلايا نائمة وأخرى مضادة وغياب الفاعل
بات اتهام الخلايا النائمة “سمجاً” على حد توصيف علي محمد أحد ابناء درعا، مضيفاً” خلال اقتتال الفصائل كان يمكن التكهن بخلفيات القاتل كعدو يظهر رفضه الفصيل المستهدف، لكن اليوم أمام اغتيال للمواطنين بات يصعب التكهن، وحتى الإشارات للخلايا النائمة بات نوعا من الاستحقاق الواجب بكشف الفاعل وتعريته وخلفياته.
ويتساءل الشاب الثلاثيني، إذا كان المقصود بالخلايا “الراديكاليين الاسلاميين” فقد تم ترحيلهم مسبقاً، وعادوا لمشغليهم، تبقى احتمالات محددة يجب إثارة الأسئلة حولها”.
بعض ناشطي الصفحات الاجتماعية لفتوا أن ثمة رعاية استخباراتية لأشخاص احترفوا القتل خلال سنوات الثورة والتسوية، وباتوا جاهزين لأي عملية قتل تطلب منهم، وهو ما قد يفسر الخلط العشوائي للأوراق تمهيداً لصرخة حاضنة الثورة باستدعاء الجيش الأسدي كمخلص وحيد.
هل للإيراني أذرعه؟
يجيب الصحفي “مشعل العدوي” الأمن الجوي والعسكري وكل المتعاملين معه والمنخرطين والمحتمين بهم يشكلوا أذرع وظيفتها المعلومات وجمعها ثم يأتي دور الفرع بالتنسيق والرابح طبعاً الإيراني
وحول مصير المنطقة يرى العدوي: “المنطقة الجنوبية في سوريا قادمة على كسر عظم، فجأة سيجد الإيراني نفسه محاصراً بقوى لا طاقة له على مواجهتها، والرسائل الخفيفة العيار أمس قد تتحول بأي لحظة لتحولات دراماتيكية، المملكة الأردنية لن تقبل بحضور إيراني على حدودها الشمالية، وهذا بموجب اتفاقيات التسوية التي أنجزت العام الماضي برعاية روسية”.
وأضاف “الإسرائيلي يضرب بشكل متواصل القوات الإيرانية، من محيط دمشق جنوباً – الكسوة – وصولاً لأقرب نقطة حدودية مع الأردن، وروسيا أيضا رافضة بدليل تنامي العمليات الأمريكية، وما عودة برامج التدريب لجيش مغاوير الثورة، إلا في سياق رسالة قوية لحضوره بعد أن أخلى الساحة يعود إليها مجددا”.
معهد دراسات أمريكي، توقع بعودة الصراع المسلح من جديد إلى الجنوب السوري، مؤكداً أن الهجمات على حواجز النظام وعمليات الاغتيال، تعد جميعها مؤشرات تنذر بقرب وقوع هذا الصراع.
وأشار معهد “الشرق الأوسط للأبحاث” أن ثمة مؤشرات متزايدة تدلل على أن المنطقة مرشحة لعودة الصراع، كما كان قبل سيطرة قوات الأسد في صيف العام الماضي على الجنوب بدعم من روسيا وإيران.