لماذا يدفع النظام درعا إلى “الصدارة” في الانتخابات الرئاسية المرتقبة؟
عدد من العشائر في مدينة درعا ضمن ما يُسمى "مجلس عشيرة درعا" أعلنت رفضها للانتخابات الرئاسية المرتقبة ووصفتها بـ "غير الشرعية" كما دعت السكان إلى عدم المشاركة فيها.
نبأ| اسماعيل المسالمة – ابراهيم علي حمد
في يوم الانتخابات الرئاسية الأخيرة 3 حزيران (يونيو) عام 2014 كانت الطائرات الحربية السورية تُحلّق على علوّ منخفض في درعا كرسالة تهديد لفصائل المعارضة التي كانت تسيطر على أجزاء واسعة من المحافظة لضمان سير عملية الانتخاب دون هجمات.
كانت الانتخابات فيها تجري على استحياء في بعض المراكز بمناطق سيطرة النظام على مسمع من قصف الطائرات والمدفعية التي أمطرت مناطق المعارضة بالبراميل المتفجرة والقذائف في ذلك اليوم.
أما اليوم تخضع المحافظة لسيطرة النظام بموجب اتفاق التسوية عام 2018، ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأسبوع المقبل يحتفي النظام بالمحافظة لدفعها إلى صدارة المناطق التي تشارك في الانتخابات.. فما السبب؟
يصنّف النظام درعا بـ “المحافظة غير المستقرة” بالرغم من مرور أكثر من عامين على فرض سيطرته عليها بدعم روسي، حيث أن العديد من مدنها وبلداتها لا تخضع لسيطرة النظام المطلقة وما تزال تنادي في مظاهراتها بإسقاط النظام وترفع علم الثورة السورية.
يقول الشيخ فيصل أبازيد وهو عضو لجنة التفاوض بمدينة درعا، إن النظام يسعى من خلال “مسرحية الانتخابات” إلى إظهار درعا التي خرجت منها أولى المظاهرات المعارضة قبل 10 سنوات على أنها عادت تحت سلطة النظام وها هي تؤيد النظام ويشارك سكانها في انتخاباته.
يضيف الشيخ أبازيد “يعتمد النظام في الدرجة الأولى على الكذب لتجميل ما يحدث في محاولته لإقناع الناس بانتخاباته لكن الحقيقة على الواقع تختلف كلّياً وخاصة في درعا”.
عدد من العشائر في مدينة درعا ضمن ما يُسمى “مجلس عشيرة درعا” أعلنت رفضها للانتخابات الرئاسية المرتقبة ووصفتها بـ “غير الشرعية” كما دعت السكان إلى عدم المشاركة فيها.
كما اضطرت سلطات النظام إلى إلغاء عدد من المراكز الانتخابية في بلدات بريف درعا والتي كان من المقرر أن تفتح أبوابها في موعد الانتخابات (26 من الشهر الجاري)، بسبب تهديدات من مجموعات مقاتلة محلية باستهدافها.
ويقول الصحفي ياسر الرحيل أنه بالرغم من سيطرة النظام على المحافظة الجنوبية إلا أن الانتخابات لن تجري في جميع مناطقها بسبب التهديدات التي صدرت مؤخراً وقد يلجأ النظام إلى التركيز على المراكز في بعض المدن والبلدات الكبرى التي ذاع اسمها إبان سيطرة المعارضة.
ويرى الرحيل أن النظام يولي اهتمام كبير بدرعا على اعتبارها “مهد الثورة السورية” ولإيهام المتابعين أنه حقق المطالب التي كانت ينادي بها سكانها قبل سنوات.
وحذّرت لجان محلية في عدد من البلدات بريف درعا من بينها بصر الحرير والجيزة وطفس عبر بيانات مكتوبة، من المشاركة في الانتخابات التي يجريها النظام مؤكدة أنها “غير نزيهة”.
“اعتماد النظام في انتخاباته بدرعا سوف يكون على الموظّفين وطلاب الجامعات تحت تهديد الفصل والعقاب كما يحصل عادة عند الدعوة للمسيرات الموالية للنظام”.
وتوقّع الشيخ فيصل، أن يشهد يوم إجراء الانتخابات الرئاسية ردود فعل شعبية في مناطق عدة بدرعا من خلال مظاهرات أو اعتصامات وقد يكون هناك دعوات للإضراب احتجاجاً على الانتخابات غير الشرعية.
وتستمر الفعاليات التي يحشد لها فرع حزب البعث في درعا تأييداً للانتخابات الرئاسية في سوريا حيث تُقام احتفالات واجتماعات في مراكز الحزب والقطع العسكرية وأُجبر الموظفين في بعض المناطق بريف درعا الشمالي على الحضور.