التقارير

نحو 800 طفل في بلدة تسيل بزي جديد في عيد الفطر ضمن حملة “فرحة يتيم”

نبأ| تسيل – درعا | عبد الرحمن زين العابدين

جرت العادة أن يكون العيد باباً لدخول البهجة والسرور على الأطفال، بشراء الألبسة لهم لاستقبال العيد بأبهى حلة، إلا أن غلاء الأسعار، وارتفاع معدلات البطالة، وانخفاض قيمة الليرة السورية أمام الدولار، باتت عائقا أمام فرحة الأطفال باللباس الجديد إن لم تكن من الأحلام.

تلك الظروف المأساوية، دفعت أهالي بلدة تسيل الواقعة غربي درعا لإطلاق حملة “فرحة يتيم”، بهدف كسوة الأطفال الأيتام من عمر سنة حتى 16 عام، والذين يقدر عددهم حوالي 400 يتيم وفقا للقائم على الحملة أحمد الحمودي.

الحملة التي انطلقت في العشرين من شهر رمضان ما تزال مستمرة، استطاعت تأمين كسوة العيد لنحو 800 طفل، وتبرع لها حوالي 50 شخصاً، معظمهم من أبناء البلدة المغتربين، إلى جانب ميسوري الحال من داخل البلدة كما قال الحمودي.

أيتام بلدة تسيل، البالغ عددهم حوالي 400 يتيم، يعيشون طفولة أقل ما يقال عنها أنها بائسة، فلا توجد كفالات لهم، أو منظمات ترعاهم، وباتوا اليوم في حياة ضنكة عسيرة الحال.

ولم تكتفِ الحملة بكسوة الأطفال الأيتام، بل تم إضافة أبناء المعتقلين والمفقودين إلى جانب أبناء المصابين، نتيجة تفاعل الناس مع الحملة.

كما أن الحملة امتد ثمارها، لتشمل 27 يتيما من العائلات الأشد فقرًا في قرية عدوان، المجاورة لبلدة تسيل وفقا للحمودي.

وبيّن أن آلية التبرع تتم مباشرة إلى محل الألبسة المعروف باسم “طيور الجنة”، مضيفًا أن الألبسة التي يتم تقديمها للأطفال من النوع الجيد، ومما يلبسه أبناء الأغنياء، ويتم بيع اللباس للأطفال بسعر أقرب للجملة بين 30 إلى 35 ألف ليرة سورية.

“لقد رأينا فرحة العيد في وجوه الأطفال”، بهذه الكلمات عبر خالد العامر صاحب محل “طيور الجنة” المسؤول عن توزيع الألبسة، عن سعادة الأطفال بلباس العيد.

وأوضح أن الحملة كانت ضرورة لقضاء حاجة الناس، فمعظمهم يفتقرون للقدرة الشرائية، ويعانون من صعوبة توفير الطعام والشراب، فكيف سيؤمنون لأبنائهم اللباس.

“حتى اليوم مازال الأطفال من أبناء المصابين والمعتقلين يأتون إلينا لكن للأسف لم يعد هناك رصيد” كما قال العامر، ودعا المقتدرين بالتبرع للحملة، حتى نستطيع إدخال الفرح على أكبر قدر ممكن من الأطفال خلال الأيام القليلة المتبقية.

هذه الحملة لم تكن أول مرة في تسيل، إذ سبقها حملة مثيلة لها في شهر رمضان العام الفائت، تم خلالها كسوة 500 طفل معظمهم من اليتامى.

كما شهدت البلدة في الآونة الأخيرة حملات خيرية عدة، شملت التصدي لانتشار فيروس كورونا، من خلال رفد احتياجات الكادر الطبي بالأكسجين والأسطوانات، إلى جانب تأمين الخبز مجانا طيلة شهر رمضان الفضيل، إضافة لإطلاق “فزعة رمضان” بهدف تغطية نفقات العائلات الأشد احتياجا.

وفي مدينة درعا تنشط حملة خيرية لتغطية مصاريف 1000 عائلة من أسر الضحايا والأرامل والأيتام، إلى جانب الأسر المحتاجة، بما فيها الحالات المرضية، واستطاعت الحملة تغطية ما يقارب 600 عائلة، وفقا لما أكده أحد القائمين على الحملة، قصي الصياصنة.

وإلى جانب تلك الحملة يسعى أهالي المدينة لزرع البسمة على وجوه الأطفال، من خلال جمع مبلغ مالي سيتم توزيعه على الأطفال في صباح يوم غد أول أيام عيد الفطر السعيد.

وبين الصياصنة أن معظم التبرعات من أبناء حوران المتواجدين في الخارج، بالإضافة إلى عدد محدود من أبناء المدينة في الداخل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى