نبأ| موسى الأحمد
منذ بداية عام 2020 الفائت تكثّفت عمليات تفجير العبوات في أحياء المحطة بمدينة درعا والتي يتواجد فيهم ما يُسمى “المربع الأمني” الذي يضم مراكز ومقار أمنية وعسكرية تابعة للنظام – فكيف توضع هذه العبوات في منطقة مشددة الحراسة؟ ومن المسؤول عنها؟
“النظام يتهمنا دائماً بالوقوف خلف تفجير العبوات الناسفة في درعا المحطة، بينما في الواقع هو المسؤول عنها” كما يقول خلدون الزعبي، عضو اللجنة المركزية المسؤولة عن ملف التفاوض بريف درعا الغربي.
اتهام الزعبي للنظام يوافق تكهّنات بعض سكان المنطقة غير الخاضعة لسيطرة النظام المطلقة في المدينة، “الدخول إلى أحياء المحطة وخصوصاً المربع الأمني يشابه الدخول إلى ثكنة عسكرية من بوابتها الرئيسية وهذا يجعل مهمة إدخال عبوة ناسفة وزرعها في المنطقة أمر مستحيل” بحسب أحد سكان المنطقة.
يرى الزعبي أن النظام هو المستفيد من هذه التفجيرات لأنها تخلق شرخ بين أهالي المناطق الخاضعة لاتفاق التسوية وأهالي أحياء المحطة. وأضاف: “رواية النظام تقول إن المجموعات الرافضة للتسوية هي من تقف خلف تفجير العبوات وأنها تستهدف المدنيين وهذا ما يجعل البعض يتخوّف من الطرف الآخر ويتهمهم بتهديد أمن الأبرياء”.
“ضباط النظام يريدون أن يبقى مركز المدينة في حالة عدم استقرار بهدف خلق رأي عام معارض لوجود مقاتلين في المناطق الأخرى وهو ما يدعم عملياته العسكرية التي يسعى من خلالها إلى إنهاء تواجد المعارضة وحتى المجموعات المنخرطة في اتفاق التسوية”.
أكثر من 15 عبوة خلال العام الأخير بعضها انفجرت على مقربة من مراكز مهمة للنظام كان آخرها في 26 أيار (مايو) الفائت وهو يوم الانتخابات الرئاسية، عند فرن الطير بمدينة وتبعد العبوة عن بيت المحافظ 50 متر وعن مقر الجيش الشعبي أقل من 200 متر.
في بداية شهر أيار (مايو) 2020 أغلقت قوات النظام جميع مداخل حي المطار بسواتر ترابية واسمنتية وحصرت الدخول والخروج من الحي من ثلاثة مداخل على كل منها حاجز عسكري، عقب هذا الإغلاق شهد الحي على فترات متباعدة انفجار ثلاث عبوات ناسفة وتفكيك اثنتين.
في أيار (مايو) من العام الفائت انفجرت عبوة ناسفة ركنها مجهولون بسيارة في السوق الشعبي بحي المطار في درعا المحطة، اليوم الجمعة، أسفرت عن إصابة طفيفة في صفوف المدنيين.
يقول الشيخ فيصل أبازيد من اللجنة المركزية: “الأماكن التي انفجرت فيها العبوات هي أمنية بامتياز فالعديد منها وُضعت أمام مقار أمنية وعسكرية أو على مقربة منها وهذا الأمر صعب جداً على أي شخص باستثناء عناصر النظام أنفسهم”.
وأوضح أن الحواجز العسكرية تفتّش أي شخص أو مركبة تدخل إلى أحياء المحطة فضلاً عن التفتيش على الحواجز داخل المربع الأمني.
وتابع الشيخ أبازيد أنه من المستحيل أن يقوم المقاتلين الرافضين للتسوية بوضع عبوات ناسفة داخل أحياء المحطة “من يقطن في تلك المنطقة هم أهلنا وليس لهم ذنب بما يفعله النظام”.
منطقة المحطة وهي القسم الحديث من مدينة درعا وتضم جميع الدوائر الحكومية وتضم أكثر من 13 موقعاً ومقراً للجيش والمخابرات و11 حاجز عسكري على الأقل داخلها وعلى أطرافها وانحصر الدخول إلى بعض أحيائها عبر طرق محدودة عليها حواجز وأُغلقت أخرى، كما أنها لم تخرج عن سيطرة النظام طيلة السنوات العشرة الماضية.