هل يرتبط مصير المحافظة بما سينتج عن المفاوضات الجارية حول مدينة درعا؟
مطالب النظام سرعات ما تطوّرت إلى دخول قواته وتمركزها في أحياء درعا وهي أبرز المناطق التي ما تزال خارج نفوذ النظام بالرغم من توقيعها اتفاق التسوية.
نبأ| درعا
يرى مراقبون أن النظام يتجه لحسم ملف درعا بتوافق مع روسيا من خلال فرض السيطرة المطلقة على جميع المناطق في المحافظة.
بالانقلاب على بنود اتفاق التسوية عام 2018 بدأت روسيا والنظام خطتها الرامية إلى إنهاء تواجد مجموعات المعارضة في مناطق عدة بدرعا. طلبت تسليم السلاح الخفيف الذي كانت قد ضمنت إبقائه بيد المعارضة حتى إيجاد حل سياسي في سوريا (اتفاق 2018).
لكن المطالب سرعات ما تطوّرت إلى دخول قوات النظام وتمركزها في أحياء درعا وهي أبرز المناطق التي ما تزال خارج نفوذ النظام بالرغم من توقيعها اتفاق التسوية.
مسؤولون في النظام قالوا بوضوح إن مساعي “إعادة ضبط الأمن والاستقرار” لن تقف عند مدينة درعا فقط، بل إنها ستشمل جميع المناطق في الريفين الشرقي والغربي.
الرسالة التي وجّهها مسؤولو النظام تشير إلى أن السيناريو الذي يجري في المدينة الآن سوف يتم تطبيقه في مناطق أخرى بريفها قريباً. أما السيناريو فيبدأ بالتضييق الأمني ونشر القوات العسكرية ومن ثم تخيير لجان التفاوض بين قبول الشروط أو الحرب.
يقول الكاتب الصحفي أحمد أبازيد لـنبأ، إن النظام يستفيد من التفرّد بكل منطقة بعملية التفاوض فإذا نجح في فرض سيطرة مطلقة على إحداها فسيسهل عليه التوجه إلى أخرى وهذا ما يحدث في مدينة درعا اليوم.
وتابع أبازيد قائلاً: “أدركت لجان التفاوض أن مصير محافظة درعا ككل مرتبط بمصير درعا البلد ولذلك كانت جولات التفاوض الأخيرة جماعية وبقرار واحد”.
ويرى أن اللواء الثامن الذي يتخذ من بصرى الشام (شرق) معقلاً له ليس خارج المعادلة لأن “الاستقلالية النسبية التي يحظى بها مرتبطة بخصوصية ملف درعا وإذا تمكن النظام من نزع هذه الخصوصية فسيمكنه تفكيك جميع القوى غير الخاضعة بشكل كامل له”.
يتضح من جولات التفاوض الأخيرة في درعا ارتباطاً بين لجنتي درعا والريف الغربي في توحيد قرار الرد على شروط النظام وربط مصير المنطقتين في الاتفاق الذي يسعى النظام التوصّل له في المدينة.
مصادر مقرّبة من لجنة التفاوض في درعا قالت إن الأحداث التي شهدتها درعا في الساعات الأخيرة جعلت الخيارات محدودة فإما الحرب على صعيد واسع أو تهجير جميع السكان بعد رفض شروط النظام بقرار مشترك من اللجان.
“إذا نجح النظام في نشر نقاطه العسكرية بدرعا سيتابع مهمته لتشمل الريفين الغربي والشرقي” كما يقول المقدم المنشق عن جيش النظام نجم أبو المجد.
وأوضح المقدم نجم أن درعا قد تنجر وراء “قرار مجازف” من الفرقة الرابعة التي تمثّل إيران في المنطقة فهي تدفع باتجاه التصعيد وغير راضية عن الاتفاق الذي أُبرم مع لجان التفاوض فهاجمت قواتها درعا البلد وحاولت فرض السيطرة فيها.
بحسب مراقبين فإن ما سيتم تطبيقه اليوم في مدينة درعا قد يُكرر في مناطق أخرى لأن التوقيع على اتفاق تسوية مع النظام بقبول شروطه يعني تحييد المنطقة عن أي مفاوضات قد تشهدها مدن وبلدات أخرى فتواجه مصيرها منفردة.
وختم الكاتب أحمد أبازيد قائلاً: “سيكون استمرار التنسيق بين لجان التفاوض فيما بينها هو ورقة القوة الأهم لدى أهالي درعا وعدم القبول بسقف تفاوضي منخفض وبالتالي إعاقة خطة النظام بفرض السيطرة المطلقة ولو بشكل جزئي”.