التقارير

عائلات في درعا عاجزة عن إعادة ترميم منازلها المتضررة بهجوم النظام الأخير

بحسب شهادات أهالي من المنطقة فإن نحو 200 منزل تعرضت للنهب والتخريب في جنوب وشرق المدينة، لم يترك فيها عناصر النظام سوى بعض عبارات الوعيد والتهديد لدرعا والولاء لرئيس النظام بشار الأسد وشقيقه ماهر.

نبأ| درعا

مع عودة النازحين إلى منازلهم في أحياء بمدينة درعا ومحيطها، تفاجأ كثيرون بحجم الأضرار التي حلّت بمنازلهم خلال أسابيع معدودة تعرضت خلالها المنطقة لهجمات من قوات النظام وميليشياتها.

مئات العائلات ما تزال في الأماكن التي نزحوا إليها قبل نحو شهرين بالرغم من فك الحصار عن أحياء درعا البلد والمخيم وطريق السد في المدينة، لأن البعض منهم لم يجد من منزله سوى ركاماً، والبعض الآخر وجد جدراناً دون أثاث ومنها دون أبواب ونوافذ.

حصار الأحياء كان من جميع المحاور، بما فيها السهول الجنوبية والشرقية للمدينة (الشياح – النخلة) والتي كان يقطنها مئات العائلات، ومع تمكنها من مغادرة المنطقة بعد أسابيع من بدء الحصار، بدأت قوات النظام وميليشياته بنهب المنازل وتحميل أثاثها في سيارات نقل مدنية وعسكرية ونقلها إلى خارج درعا.

بحسب شهادات أهالي من المنطقة فإن نحو 200 منزل تعرضت للنهب والتخريب في جنوب وشرق المدينة، لم يترك فيها عناصر النظام سوى بعض عبارات الوعيد والتهديد لدرعا والولاء لرئيس النظام بشار الأسد وشقيقه ماهر.

أحد المنازل التي تعرضت للنهب والتخريب على يد قوات النظام بدرعا

وتتبع القوات التي كانت تنتشر في المحورين الجنوبي والغربي للفرق الرابعة والخامسة والتاسعة وفرع المخابرات الجوية وميليشيات بعضها أجنبية جاءت برفقة الفرقة الرابعة.

في حين كانت الأحياء السكنية عرضة للقصف بصواريخ “الفيل” شديدة الانفجار وقذائف الهاون والمدفعية، مخلفةً دماراً كبيراً في عشرات المنازل والمباني السكنية.

دمار أحد الأبنية السكنية في حي طريق السد بدرعا

ورصدت كاميرا نبأ محاولة بعض السكان إزالة الركام من منازلهم التي تضررت جزئياً بسبب القصف وصيانة بعض الأجزاء بوسائل بسيطة مع غياب الآليات والوسائل الأخرى.

لكن الكثير من العائلات تقف عاجزة أمام حجم الأضرار التي أصابت منازلها لعدم قدرتها على دفع تكاليف إصلاحها وإعادة تجهيزها بالاحتياجات الأساسية.

يقول الأهالي إن أي عملية صيانة للمنازل المتضررة جزئياً تحتاج إلى تكلفة لا تقل عن 3 – 5 مليون ليرة سورية، أما المنازل المتضررة بشكل كبير أو تعرضت للنهب تحتاج إلى 7 – 10 مليون ليرة (أي ما يعادل 2000 – 3000 دولار أميركي).

ويعاني الأهالي في مدينة درعا من ظروف معيشية هي الأصعب منذ عام 2018، بسبب توقف معظمهم عن العمل وإغلاق محالهم التجارية وتعطيل مصالحهم وسياراتهم لأكثر من شهرين ونصف بسبب حصار وهجوم النظام.

وزاد من معاناة الأهالي، ارتفاع الأسعار وإيجارات المنازل في أحياء مركز المدينة (درعا المحطة) التي نزحوا إليها خلال الفترة الماضية حيث اضطر بعضهم إلى استئجار شقق سكنية بمبالغ تصل إلى نحو 700 ألف ليرة في الشهر الواحد.

ومع غياب المنظمات الإنسانية والهيئات المعارضة بسبب خطورة العمل في ظل سيطرة النظام، يرى البعض استحالة إعادة الأحياء السكنية إلى ما كانت عليه قبل هجوم النظام والتي كانت ما تزال تتعافى من سنوات الحرب الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى