الصور الأولى والأشهَر من درعا.. تعرّف على قصة ملتقطها

نحو 40 صورة فوتوغرافية رسمت لوسائل الإعلام العربية والأجنبية المشهد الكامل لما كان يحصل في درعا خلال الأيام الأولى من الثورة السورية، فكانت الصور الأشهر على مدار 10 سنوات.

لكن بالرغم من انتشار الصور على مئات وسائل الإعلام والمواقع والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن ملتقطها بقي مجهولاً وكثيرون لم يعرفونه ولم يسمعوا بقصته.

| هل تتذكرون هذه الصور؟

| متظاهرون يحرقون مقتنيات شركة سيرياتيل المملوكة لرامي مخلوف – رامي إقبال

| انتشار قوات الأمن في أحد الشوارع الرئيسية وسط مدينة درعا _ رامي إقبال

| وصول قوات الأمن إلى درعا لمواجهة المظاهرات – رامي إقبال

| قوات الأمن تتصدى للمتظاهرين في مدينة درعا – رامي إقبال

| قوات الأمن تهاجم المتظاهرين في درعا البلد – رامي إقبال

| مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن في درعا – رامي إقبال

من هو ملتقط الصور؟

رامي سليمان إقبال من مواليد شهر حزيران (يونيو) عام 1984 من مدينة داعل بريف درعا الأوسط، متزوج ولديه طفلة اسمها سلمى، كان طالباً في كلية الاقتصاد – جامعة دمشق قبل انطلاق احتجاجات درعا عام 2011.

ينحدر من عائلة ميسورة الحال وامتلك كاميرا احترافية بعدساتها المختلفة وكانت ترافقه في معظم تنقّلاته وزياراته.

رامي من هواة التصوير الفوتوغرافي ووثّق الحقيقة بكاميرته في الساعات والأيام الأولى من اندلاع الاحتجاجات المناهضة للنظام في آذار (مارس) عام 2011.

كانت صوره الأولى للمظاهرات في درعا البلد بمدينة درعا في 18 آذار عندما خرج العشرات من المسجد العمري مطالبين بالحرية والإصلاحات، فوثّقت عدسته سلمية المتظاهرين تقابلهم قوات الأمن بالغاز المسيل للدموع والرصاص الحي.

مهمة محفوفة بالمصاعب والمخاطر

كانت مهمة الشاب إقبال الأخطر في ذلك الوقت، بسبب كاميرته التي كانت تميّزه دون المتظاهرين الآخرين إذ كان يحملها على مسافة قريبة من قوات النظام ويلتقط الصور التي كانت توصف “بالجريئة”.

متنقّلاً بسيارته بين مناطق حوران بالرغم من بدء انتشار الحواجز والنقاط العسكرية بعد نحو أسبوعين من اندلاع الاحتجاجات، لالتقاط الصور وخاصة في أيام الجمعة التي كانت موعداً للمظاهرات الكبيرة.

استخدم إقبال حاسوبه الخاص لتحميل الصور على شبكة الانترنت لإرسالها إلى القنوات والوكالات الإعلامية بشكل شبه يومي، وكان يستغرق تحميلها أحياناً أكثر من ساعتين بسبب بطء شبكة الانترنت الأرضية.

يقول أصدقاء رامي إنه أول من استخدم وسيلة كتابة اسم المكان والتاريخ على ورقة وإظهارها أمام الكاميرا أثناء تصوير المظاهرات لنفي رواية إعلام النظام بأن المظاهرات التي كانت تخرج في الأشهر الأولى “قديمة ويتم إعادة بثّها بدوافع تحريضية”.

اشتهر بصوره المميّزة ذات الدقة الكبيرة فكانت تتناقلها وسائل إعلامية بارزة وما زال بعضها يُستخدم حتى عام 2021، كما أوصل رامي معلومات لوسائل الإعلام وأبرزها “سي ان ان” الأميركية كشفت عن حجم عمليات القمع التي مارستها قوات الأمن ضد المتظاهرين.

أين رامي إقبال اليوم؟

اعتُقل رامي بتاريخ 20 آذار عام 2011، ثم أُطلق سراحه مع آخرين بعد أربعة أيام بعفو رئاسي لتهدئة الأوضاع في المحافظة، تعرّض خلالها لتعذيب بالضرب في أقبية الأفرع الأمنية.

وعقب خروجه استأنف نشاطه في تصوير المظاهرات وعمليات القمع حتى شهر تشرين الأول (ديسمبر) من العام ذاته، حيث دخلت قوة عسكرية كبيرة إلى مدينته داعل وأثناء محاولته الهرب منهم أُصيب رامي برصاصة استقرت في بطنه قرب منزله.

وعندما سقط على الأرض تقدم إليه عدد من عناصر فرع المخابرات الجوية واعتقلوه بالرغم من إصابته ووضعوه في سيارة برفقة معتقل آخر.

| فيديو يوثّق لحظة اعتقال رامي إقبال في مدينة داعل

وبحسب شهادة المعتقل الذي كان معه في السيارة (أُطلق سراحه فيما بعد)، فإن رامي تعرّض لتعذيب وحشي وهو مصاب ولم يتلقّى العلاج حتى فارق الحياة.

وحتى توقيت كتابة التقرير، فإن عائلة إقبال لا تعرف شيئاً عن جثة ابنهم ولم تتأكد بشكل رسمي من مقتله.

نبأ| عثمان جاد الله