التقارير

الحدود إلى العيادة الطبية مغلقة.. عائلة في مخيم الركبان تحتاج للعلاج بشكل طارئ

نبأ | باسل الغزاوي

تجد خيامهم التي مُزّقت بفعل الرياح متناثرة مبعثرة يستبدلونها أحيانا بجدران من اللبن والطين، هنا في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية.

لا يرى قاطنوه سوى رمال الصحراء والشمس الحارقة من طلوعها حتى غروبها وبالقرب منهم يمتد الساتر الترابي الحدودي الذي يفصلهم عن الأردن الذي كان مقصدهم قبل سنوات.من بين مئات العائلات التي تعيش في المخيم، تبرز عائلة أبو محمود لحاجتها الطارئة للعلاج والمتابعة الطبية بعد أن استنفذ جميع محاولات إخراجهم إلى أي مركز طبي أو مستشفى.

أطراف مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية – نبأ

يقول أبو محمود البالغ من العمر 35 عاماً: “ابني بحاجة لفحوصات ومتابعة طبية فلديه مشاكل عصبية نتيجة شحنات كهربائية بالرأس كما أن زوجتي بحاجة عمل جراحي بسبب تورّم ألياف في الرحم يتسبب بنزيف حاد”.

يوجد في المخيم عيادة طبية صغيرة غير مهيأة لإجراء العمليات فلم يجد فيها أبو محمود سبيلاً لمعالجة عائلته: “العيادة عبارة بناء صغير يوجد بداخله قابلتين وممرض لديهم جهاز ايكو وآخر مخصص للأطفال المصابين بالربو بالإضافة لصيدلية يُنقل لها الدواء بأسعار مرتفعة عبر طرق التهريب من المناطق القريبة أما الأجهزة المخبرية لتشخيص المريض فهي غير موجودة”.

يروي أبو محمود أنه غادر مدينته هرباً من قصف طائرات نظام الأسد وعمليات تنظيم الدولة ليلجأ إلى صحراء قاحلة “ابتعدت عن موت سريع لموت بطيء أعيشه اليوم مع زوجة وطفلين”.

يقول إن عمله داخل المخيم متقطع وغير مستقر حيث يعمل مع عشرات من الشبان على نقل مياه الشرب من الآبار بالقرب من الحدود الأردنية للمخيم عبر “طنبر”.

انتظر أبو محمود دوره بعد تسجيل اسمه للدخول إلى مستشفى أردني عند وصوله إلى المخيم في أواخر عام ٢٠١٥ لكن التفجير التي نفذه تنظيم الدولة في المنطقة مستهدفاً به مركز حدودي أردني عام 2016 حال دون أن تتاح لي الفرصة لحياة أفضل وأصبح الدخول إلى المستشفى فقط للحالات الحرجة.

وأنهى أبو محمود حديثه لـنبأ محمّلاً المجتمع الدولي مسؤولية حصارهم داخل مخيم الركبان متسائلاً “ما الذي فعلته حتى حُرمت من علاج طفلي؟”. مضيفاً: “إذا كان الغرض اجبارنا على العودة لمدننا المحتلة من النظام السوري فكيف يمكن ذلك وبيتي يعيش فيه مرتزقة من أفغانستان”.

ويقع مخيم الركبان في المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق ويبعد مسافة ٢٥ كيلو متر عن قاعدة التنف العسكرية التي يتواجد بداخلها قوات أميركية.

يقول الصحفي عماد غالي أحد سكان مخيم الركبان لنبأ، إن آخر قوافل المساعدات الإنسانية التي دخلت المخيم كانت عن طريق مكتب الأمم المتحدة في دمشق ذلك قبل عامين.

خيام النازحين المهترئة في مخيم الركبان – نبأ

وأوضح أن الأمم المتحدة أدخلت عبر الأردن قافلة مساعدات في العام ٢٠١٧ رغم أن الحدود الأردنية كانت مغلقة بشكل كامل على خلفية هجوم تنظيم الدولة على نقطة تابعة لحرس الحدود الأردني منتصف العام ٢٠١٦.

ووصف الناشط عماد الوضع المعيشي داخل المخيم بـ “الكارثي” نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة وارتفاع اسعار المواد الغذائية للضعف عن مثيلتها في مناطق أخرى.

“تصل المواد الغذائية إلى المخيم عن طريق مُهربين يضطرون لدفع إتاوات لضباط في النظام لإدخال المواد للمخيم كما أن الطريق للركبان يُقطع بين الحين والآخر ليترتب على ذلك أسعار جنونية لا طاقة للأهالي على تحملها بالإضافة لاحتكار التجار المواد الأساسية ليصل سعر الكيلو الواحد من السكر إلى خمسة آلاف ليرة سورية بينما يتجاوز سعر لتر الزيت ١٣ ألف ليرة وتبقى الأسعار غير مستقرة قابلة للزيادة”.

وكان المتحدث الإقليمي للأمم المتحدة عن سوريا ديفيد سوانسون، أعرب عن قلقه في نيسان (أبريل) العام الفائت، إزاء الوضع الإنساني في مخيم الركبان بسبب نقص المساعدات الغذائية والطبية المقدمة للنازحين.

وأوضح سوانسون أنه ومنذ إغلاق الحكومة الأردنية حدودها في آذار (مارس) عام ٢٠٢٠ ضمن إجراءاتها الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا، أصبح من المتعذر وصول قاطني المخيم إلى العيادة الطبية الوحيدة التي تدعمها الأمم المتحدة على الجانب الأردني من الحدود.

وأنشئ المخيم عام ٢٠١٥ بعد هجمات عسكرية من تنظيم الدولة على مناطق ريف حمص الشرقي، ويقطنه نحو 10 آلاف نازح معظمهم منا مدن وبلدات القريتين ومهين وتدمر وحوارين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى