التقارير

بعد انهيار الاتفاق.. هل تواجه درعا من جديد خيار التهجير؟

في كل مرة يتوصل فيها الطرفان إلى اتفاق، يُعاود ممثلو روسيا والنظام الانقلاب على البنود بفرض مطالب وشروط جديدة تصفها لجنة التفاوض بـ "التعجيزية" ويصعب تحقيقها مع رفض الأهالي لها لاعتبارها تُفضي إلى فرض سطوة النظام في ظل تواجد الميليشيات المدعومة من إيران.

نبأ | درعا

انهيار جديد لاتفاق مدينة درعا بعد عشرات الاجتماعات وجولات التفاوض على مدار شهرين متتاليين، أصرّ خلالها النظام روسيا على بنود عدة تُفضي إلى السيطرة المطلقة على المدينة وإنهاء تواجد المعارضة فيها.

في كل مرة يتوصل فيها الطرفان إلى اتفاق، يُعاود ممثلو روسيا والنظام الانقلاب على البنود بفرض مطالب وشروط جديدة تصفها لجنة التفاوض بـ “التعجيزية” ويصعب تحقيقها مع رفض الأهالي لها لاعتبارها تُفضي إلى فرض سطوة النظام في ظل تواجد الميليشيات المدعومة من إيران.

ويرى مراقبون أن خارطة الحل الروسية التي يسعى النظام وروسيا إلى تطبيقها في محافظة درعا، هي بمثابة السيطرة على كل حي وشارع في مدن وبلدات درعا بشكل يخالف اتفاق التسوية عام 2018.

وكشفت تسجيلات صوتية مسربة حصلت عليها نبأ لحديث الجنرال الروسي خلال اجتماعه مع وجهاء من المحافظة، عن مسعى دولته والنظام في السيطرة على جميع المناطق في درعا وليس فقط درعا البلد، مطالباً بتسليم كامل السلاح والقيام بحملة تفتيش واسعة في الأحياء التي تحاصرها قوات النظام والميليشيات.

وبحسب التسجيلات المسربة، قال الضابط الروسي إن اتفاق 2018 كان مؤقتاً وكانت المهمة حينها هي فرض السيطرة على المحافظة. وهو ما يُمثّل انقلاباً على الاتفاق التي شاركته فيه دول إقليمية (أميركا وإسرائيل والأردن).

ومع إعلان انهيار اتفاق المدينة اليوم بسبب تقديم النظام مطالب جديدة لم تكن موجودة عن إبرام الاتفاق قبل يومين، أعادت لجنة التفاوض طرح مطلبها بالتهجير لكل من يرغب بذلك إلى الأراضي الأردنية أو التركية، بسبب تهديد النظام باستئناف هجومه على الأحياء المحاصرة وتجنباً لوقوع المزيد من الضحايا.

وطالبت لجنة التفاوض خلال اجتماع عُقد اليوم مع الجنرال الروسي “أليكسي” بتأمين حافلات لتهجير كل من يرغب بالتهجير بما في ذلك مقاتلين ومدنيين لكن بشرط أن تكون الوجهة إلى الأردن أو تركيا.

وبحسب لجنة التفاوض، فإنه من المتوقع أن تصل غداً حافلات لتقل المهجّرين إلى تركيا بحسب ما تحدث به الجنرال الروسي، وتجري الآن الاستعدادات لذلك.

وطالب أحد أعضاء لجنة التفاوض في تصريح لـنبأ، بأن تكون وجهة المهجّرين إلى الأردن الذي كان أحد الدول الراعية لاتفاق عام 2018.

وتخضع أحياء درعا البلد وطريق السد والمخيم في مدينة درعا لحصار مطبق منذ أكثر من شهرين، كما تعرضت مؤخراً لهجمات من قوات عسكرية أبرزها الفرقة الرابعة وميليشيات مدعومة من إيران واللواء 16 اقتحام الذي شكّلته روسيا في سوريا قبل نحو عامين.

ولم تصدر عن الأردن أو تركيا أي تصريحات رسمية حول التطورات الأخيرة في جنوب سوريا، في حين أدانت الأمم المتحدة ودول أميركا وفرنسا وبريطانيا وكندا الهجمات التي يشنها النظام على درعا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى