مجتمع

فتيات في درعا يتحدثن لـنبأ عن أحلامهن في السفر والزواج والدراسة

ماذا عن أحلامهن !

نبأ| علي المحاميد

“أريد تحقيق حلمي بالتخرج من الجامعة لكن ليس هنا، قد يكون حلم الوصول إلى أوروبا هو بداية تحقيق ما أصبو إليه بالزواج وتكوين أسرة وإكمال دراستي” هذه سارة، طالبة جامعية في السنة الأولى في قسم الأدب العربي بدرعا.

تروي سارة لنبأ عما يدور في خاطرها من حبها للسفر وقد يكون الارتباط بأحد الشبان المهاجرين في أوروبا يُمثّل أول خطوة في تحقيق ذلك، ولم لا فهناك الكثير من الشبان المغتربين الذين يبحثون عن الزواج من فتيات في سوريا بعد أن استقرت أوضاعهم وبدأوا يجنون ثمار غربتهم.

تقول: “هذا حال الفتات هنا جميعاً فالبحث عن فتى أحلامها يجب أن يكون خارج هذه البلاد فلم يعد يجدي نفعاً العيش هنا”.

رهف طالبة جامعية أيضاً في مدينة درعا، وهي صديقة لسارة (المتحدثة السابقة) تنتظر الآن استكمال إجراءات ما يُعرف بـ “لم الشمل” للسفر إلى هولندا للقاء خطيبها المقيم هناك منذ خمس سنوات، تتحدث عن نفسها:

“لم أتردد في القبول بعد أن جاءت صديقة أمي تطلبني للزواج من ابنها، فمن يعيش في مأساة سوريا يتمنى أي شيء على ألا يبقى في هذه المعاناة، والأشهر الماضية التي مرت على درعا تثبت ذلك فأنا طالبة جامعية ولم أستطع الذهاب إلى الجامعة لأكثر من أسبوع بسبب الحصار ومن ثم النزوح”.

تتابع قائلة: “سمعت أحاديثاً كثيرة عن الشبان السوريين في أوروبا وأنه يجب علينا أن نسأل كثيراً عن الشاب الذي خطبني وأنا لم أتعرف عليه بالقدر الكافي فالحديث عبر الهاتف لا يكشف الكثير، حيث من الممكن ألا يكون هو الشخص المناسب الذي أنتظره وحتى من الممكن ألا أكون أنا الفتاة التي ينتظرها ولكن حالنا كسوريين أن نذهب إلى المجهول مهما كانت النتائج”.

رانيا فتاة من درعا سافرت مع والدها إلى السودان للتعرّف على خطيبها القادم من السويد في أوروبا والعمل على معاملة عقد الزواج بسبب تعثّر استخراجها في سوريا.

تنتظر رانيا الموافقة على طلب لم الشمل والحصول على فيزا السفر من سفارة السويد في لبنان، لكن ذلك طال انتظاره فهي منذ ثلاث سنوات على أمل السفر فتقول: “ثلاث سنوات منذ ارتباطي بخطيبي، كانت صعبة ومؤلمة كثيراً”.

“الانتظار هو الضريبة، في كل مرة أتحدث فيها مع خطيبي عن الموعد المتوقع للحصول على الموافقة يجب أنه خلال أشهر وأن بعض أصدقاءه حصلوا عليها مؤخراً” كما تقول رانيا وتضيف: “كل شيء يقف عند الانتظار ولكن للأسف الكثير غير مستعد للانتظار والدخول في دوامة الإجراءات أو تحمّل التكاليف وهذا ما يفسّر عزوف بعض الشبان عن الزواج في أوروبا”.

هل السفر هو الحل الوحيد لتحقيق حلم كل شخص؟

لدى أبو أنس الحريري ثلاثة أبناء وفتاة، يقول عن سؤاله عنهم: “أنا أعلم أن حلم كل شاب وفتاة هو الهجرة ولم لا حيث لا ينتظر الشباب هنا إلا المجهول مهما كان تحصيله العلمي فالوضع الذي نعيشه صعب جداً وانا أسعى بكل جهد أن يسافر أبنائي ويشقّوا طريقهم نحو حياة أفضل”.

يتابع قائلاً: “عندما تقدم أحد الشباب لخطبة ابنتي فرحت من كل قلبي وحزنت بكل جوارحي فالغربة صعبة جداً ولكن قد يكون ذلك خطوة أولى للحياة الكريمة التي يستطيع فيها أي شخص تحقيق حلمه”.

خلال الشهر الأخير غادر ما لا يقل عن ألف شخص من مناطق جنوب سوريا بسبب تصاعد الأزمة المعيشية واستمرار تدهور الأوضاع الأمنية في درعا رغم انتهاء ملف التسويات الذي أشرفت عليه روسيا وشمل معظم مدن وبلدات المحافظة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى