مجتمع

باعوا ممتلكاتهم للهجرة إلى أوروبا.. شبان في درعا يخشون استمرار منعهم من السفر إلى بيلاروسيا

الأزمة المتصاعدة بين دول أوروبا وبيلاروسيا بسبب اللاجئين، دفعت الأخيرة إلى إلغاء رحلات جوية كان من المقرر أن تصل إلى عاصمتها اليوم وخلال الأيام المقبلة قادمة من بيروت ودمشق.

نبأ| درعا

كان من المقرر أن يكون عبد الرحمن المصري، اليوم في طريقه إلى العاصمة اللبنانية بيروت للسفر من مطارها إلى مينسك عاصمة بيلاروسيا لتبدأ رحلته للهجرة إلى أوروبا، لكن ذلك لم يحصل.

الأزمة المتصاعدة بين دول أوروبا وبيلاروسيا بسبب اللاجئين، دفعت الأخيرة إلى إلغاء رحلات جوية كان من المقرر أن تصل إلى عاصمتها اليوم وخلال الأيام المقبلة قادمة من بيروت ودمشق.

عشرات الشبان في درعا كانوا يستعدون للسفر عبر هذه الرحلات، لكن الأنباء والرسائل النصية التي تلقّوها خلال الساعات الماضية قطعت عليهم استعداداتهم.

يقول المصري لـنبأ، إن خبر تأجيل الرحلات الجوية إلى بيلاروسيا كان أشبه بـ “صدمة” لأن معظم الشبان ينظرون للطريق إلى العاصمة مينسك كـ “طريق النجاة الأخير” للخروج من المعاناة في سوريا.

وأضاف قائلاً: “لم نتلقى أي معلومات حول ما إذا كان أمامنا فرصة أخرى للسفر على متن رحلات لاحقة، لكن الأخبار التي نسمعها على وسائل الإعلام تُنذر باحتمالية توقف الرحلات الجوية إلى بيلاروسيا بشكل كامل”.

وينتظر عشرات الشبان استئناف الرحلات الجوية إلى مينسك، لحجز تذاكر لدى شركات الطيران في سوريا ولبنان بعد حصولهم على فيزا من قنصلية بيلاروسيا في دمشق خلال الأيام الأخيرة.

وأعلنت بيلاروسيا أمس الاثنين، أنها تعمل على إعادة آلاف المهاجرين العالقين على الحدود مع بولندا إلى بلدانهم في الشرق الأوسط، لمنع تطور الأزمة إلى “نزاع”.

معاناة من نوع آخر

يواجه الشبان الذين كان يستعدون للهجرة من درعا إلى أوروبا، معاناة من نوع آخر بعد تعثّر سفرهم إلى بيلاروسيا.

فالوصول إلى أوروبا ليس بالأمر السهل، طريق التهريب يحتاج إلى ميزانية كبيرة تُقدر بنحو 6 – 8 آلاف دولار أمريكي، وجمع هذا المبلغ في سوريا بعد سنوات من الأزمة الاقتصادية يُعد أمراً بالغ الصعوبة.

يقول أحمد المفعلاني في درعا، إن معظم الذي يهدفون للهجرة اضطروا إلى بيع ممتلكاتهم مثل المنازل والأراضي الزراعية والسيارات والأثاث والبضائع وغيرها، لجمع المبلغ اللازم لتغطية تكاليف رحلة السفر، لكنهم اليوم مهددون بتعثّر سفرهم بسبب أزمة المهاجرين المتصاعدة على حدود أوروبا.

ويوضح المفعلاني، أن كل شخص باع ممتلكاته مضطراً بأسعار أقل من المستحق، لن يتمكن من شرائها لارتفاع سعرها، إذا تعثّرت هجرته.

خلال الشهرين الماضيين هاجر ما لا يقل عن 700 شخص من درعا بسبب تصاعد الأزمة المعيشية واستمرار تدهور الأوضاع الأمنية فيها رغم انتهاء ملف التسويات الذي أشرفت عليه روسيا وشمل معظم مدن وبلدات المحافظة.

لم يجد فراس الهنداوي (اسم مستعار) مصدراً لاستكمال تكاليف هجرته إلى أوروبا عبر بيلاروسيا، سوى بيع بضاعة محله الذي كان يبيع فيه أجهزة الكترونية ومستلزمات الطاقة الشمسية، والذي كان يعتبر مصدر دخله الوحيد لعائلته.

يقول الهنداوي: “لم يكن لدي سوى نصف المبلغ، وكان يجب علي ترك مبلغ لعائلتي بعد سفري، فتحتم علينا المجازفة في بيع بضاعة المحل الذي افتتحته قبل خمس سنوات”.

وأشار فراس، إلى أنه اضطر إلى بيع البضاعة لأحد التجار بسعر أقل من الذي تستحقه لأنه كان يريد المبلغ في أقصى سرعة.

إلا أن فراس ينتظر اليوم من عشرات آخرين، استئناف الرحلات الجوية إلى بيلاروسيا للحصول على فيزا سفر من قنصليتها في دمشق للهجرة إلى هولندا التي يتواجد فيها شقيقه الأكبر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى