“الكرك وتسيل” تستعدان لشهر رمضان بحملة تبرعات لإسعاف العائلات المنكوبة
وصلت قيمة التبرعات لحملة "فزعة رمضان" في بلدة تسيل، غرّبي درعا، إلى ما يزيد عن 40 مليون ليرة
نبأ| ريف درعا | عبد الرحمن زين العابدين
مع تردِ الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في سوريا، يتهيَّأ السوريون لاستقبال شهر رمضان بجيوب خاوية، و90 بالمئة منهم يعيشون تحت خط الفقر، بحسب تصريحات سابقة لممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، أكجمال ماجتيموفا.
كما أن فقدان الليرة السورية لأكثر من 90 بالمئة من قيمتها أمام الدولار الأمريكي، ساهم بارتفاع الأسعار وتعميق أزمة الغذاء، خاصة أن “نحو 12.4 مليون شخص في سوريا يعانون من انعدام الأمن الغذائي” وفقًا لنتائج تقييم الوضع الأمن الغذائي على مستوى البلاد، والذي أجراه برنامج الأغذية العالمي (WFP) في أواخر عام 2020.
تلك الأوضاع المأساوية الصعبة، التي أكلت الأخضر واليابس، دفعت بعض البلدات في حوران ” الكرك الشرقي وتسيل ” لإطلاق حملة تبرعات، لتأمين قوت العائلات الفقيرة خلال شهر رمضان المبارك.
في تسيل الخبز مجانا طيلة شهر رمضان
وصلت قيمة التبرعات لحملة “فزعة رمضان” في بلدة تسيل، غرّبي درعا، إلى ما يزيد عن 40 مليون ليرة منذ انطلاقها أواخر آذار الفائت وفقا للقائم على الحملة أحمد الحمودي.
وتهدف الفزعة لتغطية نفقات 350 إلى 450 عائلة خلال شهر رمضان المبارك، وذلك بحسب الدعم الذي يتوفر، وأكد الحمودي أن هذه العائلات تعاني أوضاعًا إنسانية صعبة، وتتضمن عمالاً ذوي دخل محدود، وأيتاماً وأرامل ومرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.
وشدّد على أن دوره في الحملة يكمن كوسيط متطوّع في إيصال العائلات الفقيرة بالمتبرعين وتُسند مهمة توزيع الإعانات والتقصي عن العائلات المحتاجة تتم عبر مجموعة تطوعية من الشباب تنشط داخل البلدة.
وبحسب الحمودي، فإن عدد المتبرعين للحملة وصل إلى 53 شخصًا، معظمهم من المغتربين من بلدة تسيل، بالإضافة إلى بضع أشخاص من داخل البلدة.
وإلى جانب “فزعة رمضان” قال “الخبز مجانا للجميع طيلة شهر رمضان بتبرع من أهل الخير” وذلك حتى لا يشعر الفقراء بالحرج، مبينًا أن تكلفة الخبز يوميًا تقدر بـ 750 ألف ليرة لتغطية جميع سكان البلدة المقدّر عددهم حوالي 25 ألف نسمة.
هذه الحملة ليست الأولى من نوعها، ففي شهر رمضان الماضي تم تأمين الخبز مجاناً طيلة الشهر، بالإضافة إلى كسوة 400 يتيم في العيد، وتم إطلاق حملة في شهر 12 من العام 2020 لدعم 200 عائلة بمبلغ 50 ألف ليرة شهرياً ولمدة 6 أشهر، كما أوضح الحمودي.
وأضاف، أنه قبل أشهر استغاث أطباء البلدة لمواجهة جائحة كورونا، فتم تأمين ما يقارب 40 أسطوانة أوكسجين و5 أجهزة أوكسجين، استفاد منها 80 حالة أصيبت بكورونا.
185 مليون فزعة الكرك
في بلدة الكرك الشرقي، شرقي درعا، استطاع أهلها في الداخل والخارج، خلال ثلاثة أيام جمع 185 مليون ل.س، بعد إعلانهم قبيل أيام، في 25 من آذار الفائت، “فزعة رمضان” لمساعدة العائلات الفقيرة في بلدتهم.
وقال محمد الشنور، القائم على فزعة الكرك، “كان هدف الفزعة تغطية ٢٠٠ عائلة وجُمع مبلغ ٢٠ مليون بواقع ١٠٠ ألف لكل عائلة، لكن تفاجأنا بإقبال أهالي البلدة في الداخل والخارج”. ووصلت قيمة تبرع أحد الأشخاص من البلدة إلى 20 مليون ليرة لوحده.
وأضاف أنه في اليوم الثالث خرجت الأمور عن السيطرة لكثرة التبرعات، وأغلقنا الحملة عند الساعة 12 ليلا، لكن أحد الأصدقاء طلب تمديدها ساعة واحدة فقط وخلال هذه الساعة “جُمع 45 مليون ل.س” حتى وصلت التبرعات إلى 185 مليون ليرة.
ووصل عدد المتبرعين للحملة إلى 460 شخصا، وسيستفيد منها ما لا يقل عن 700 عائلة إضافة إلى أنه سيتم منح 50 ألف “لكل المدرسين والموظفين في الكرك” والبالغ عددهم 100 مدرّس ومدرّسة، و25 موظف، كما أكد الشنور.
وبيّن أن هناك لجنة رئيسية للفزعة مكونة من 10 أشخاص، بينهم أمين للصندوق، إضافة لوجود لجنة خارجية فرعية مهمتها جمع المبالغ وتحويلها للداخل.
ويذكر أن الكرك أطلقت، قبل أشهر، حملة طبية تم خلالها تأمين أسطوانات أوكسجين، وأدوية مجانا لمواجهة وباء فيروس كورونا في البلدة.